تحاول إيران منذ استقلال الجمهوريات المسلمة الحبيسة في آسيا الوسطى بعيد انهيار الاتحاد السوفييتي، أن تكون منفذها إلى المياه الدولية وبالتالي إلى العالم وخلق عمق استراتيجي لطهران في هذه المنطقة الحساسة التي تقع بين إيران وروسيا والصين.
ويمكن لمس هذا التوجه الإيراني من خلال لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره الأوزبكي عبدالعزيز كاملوف، عندما قال: "?مکننا توف?ر طر?ق نقل لأوزبکستان إل? الأسواق العالم?ة والم?اه المفتوحة".
ونقلت وكالة انباء "إيسنا" الطلابية أن الوزير الإيراني أعرب خلال ز?ارته إل? طشقند عن "أمله ف? توس?ع مجالات التعاون ب?ن إ?ران وأوزبکستان".
وقال ظر?ف عقب لقائه نظ?ره الأوزبکي عبدالعز?ز کاملوف: "تحدثنا ال?وم عن العلاقات الاقتصاد?ة والس?اس?ة والثقاف?ة وتعز?ز وتوس?ع العلاقات ب?ن إ?ران وأوزبکستان، وکذلك التعاون الإقل?م?، وخاصة السلام ف? أفغانستان".
وأعرب ظر?ف عن أمله ف? أن ?توسع هذا التعاون وقال: "?مکن لإ?ران توف?ر طر?ق نقل لأوزبکستان إل? الأسواق العالم?ة والم?اه المفتوحة. هناك مجالات مختلفة للتعاون وتار?خنا المشترك الطو?ل ?وسع مجال الصداقة ب?ن الشعب?ن بشکل أکبر".
وأعرب ظريف، الذي سيلتقي اليوم أيضا بالرئيس الأوزبكي شوكت مير ضيايوف، أعرب عن أمله أن يتمكن من توسيع التعاون بين البلدين.
وبهذا الخصوص قال خب?ر الشؤون الدولية حسين عسكريان لوكالة "إيسنا" للأنباء: "قد تُستخدم هذه الرحلة (زيارة ظريف) بغية تمهيد الطريق لمجالات التعاون المستقبلية مع الصين في منطقة آسيا الوسطى، لا سيما بالنظر إلى اتفاقية إيران والصين لمدة 25 عامًا، ومشروع (الطريق الواحد والحزام الواحد) وتركيز الصين على تعزيز التعامل الاقتصادي مع بلدان هذه المنطقة".
ويرى عسكري أن زيارة ظريف لآسيا الوسطى "تأتي تماشياً مع مساعي إيران للاستفادة من الظرف المتاح نتيجة لخروج ترمب من السلطة"، على حد وصفه، مضيفا "بعبارة أخرى، بعد أن خسر ترمب (الانتخابات) والذي سعى لعزل إيران عبر ممارسة سياسة الضغط الأقصى، شعرت بعض دول آسيا الوسطى بأنها مقيدة في مجال تحسين العلاقات مع إيران، ولكن في الظرف الجديد (مع إدارة بايدن)، تم تخفيف هذه القيود إلى حد ما وتحاول إيران كسر هذه العزلة وتحسين مجالات التعاون".
المنافسون لإيران
وحسب الخبير الإيراني "فإن التحدي الأهم الذي تواجهه إيران بين دول هذه المنطقة هو تنظيم علاقاتها مع القوى العظمى، وخاصة مع الولايات المتحدة وإسرائيل والصين وروسيا، وتعد المنافسات المحتملة لهذه الجهات والعقبات التي وضعها بعض هؤلاء الفاعلين للحد من نفوذ إيران في المنطقة من بين أهم التحديات التي تواجه إيران فيما يتعلق بتعزيز التعاون مع دول آسيا الوسطى، خاصة وأن آسيا الوسطى تقع في مكان يعتبر الخطر الأمني الأول للصين وروسيا".
وبخصوص أهمية المنطقة للولايات المتحدة يستطرد قائلا: "من ناحية أخرى فإن الولايات المتحدة حساسة بشكل خاص تجاه المنطقة بسبب الإمكانات الأمنية والاقتصادية لآسيا الوسطى وحدودها المشتركة مع روسيا والصين وإيران وأفغانستان وباكستان والهند".
وبعد الإشارة إلى المملكة العربية السعودية وتركيا كمنافسين نشطين ومؤثرين لإيران فيقول: "يمثل كل ذلك تحديات أخرى لإيران في هذه المنطقة، وفي هذا الاتجاه، يجب على إيران، كدولة مهمة في المنطقة، أن تسعى لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، وعدم إدارة الموقف من قبل إيران يمكن أن يخلق أزمة لهذا البلد".
يُذكر أن لدى إيران رغبة كبيرة للنفوذ في آسيا الوسطى منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، إلا أن حاجة طهران إلى موسكو والأخذ بعين الاعتبار حساسيتها تجاه هذه المنطقة من جهة وقلق الدول السنية العلمانية في آسيا الوسطى تجاه علاقات إيران بجهات دينية، جعل كل ذلك أن تتعاطى طهران بحذر مع آسيا الوسطى التي تضمن شعوب تركية سنية عدى طاجيكستان السنية الناطقة بالفارسية، وحكومتها العلمانية.