في إطار الحملة الأمنية للقوات الكردية المشتركة في مخيم الهول شمال سوريا المستمرة منذ فجر أمس الأحد حتى اليوم، عثرت قوى الأمن الداخلي على خندق، وألبسة عسكرية، ومجموعة من الحواسيب تحوي ملفات متعلقة بمرتزقة تنظيم داعش الإرهابي.
وخلال الساعات الأولى من دخول العملية الأمنية اليوم الثاني، أعلنت القوات الكردية في بيان، اعتقال زعيم داعشي يدعى أبو سعد العراقي الذي عمل لفترة طويلة على تجنيد الأشخاص لصالح مرتزقة التنظيم، مع 9 عناصر آخرين من المخيم، كما أكد المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي المعلومات.
كما كشف البيان أن العملية بدأت، الاثنين، ضمن القطاع الأول الخاص بالعراقيين، وعثرت قوى الأمن الداخلي على نفق قيد التجهيز محفور في أرضية إحدى الخيم، وكذلك عثرت على ألبسة عسكرية في عدة خيم أخرى، وحواسيب محمولة تحوي بداخلها ملفات متعلقة بمرتزقة داعش، فاعتقلت عدداً من الأشخاص، على خلفية ما تم العثور عليه في الخيم.
وأكدت القوات الكردية على أن العملية انطلقت بهدف تفكيك تنظيم نسوة مرتزقة داعش، وخلاياه ضمن مخيم الهول الواقع على مسافة 45 كم شرق مدينة الحسكة شمال وشرق سوريا، وللحد من الجرائم التي ترتكب داخله.
"قنبلة موقوتة"
يذكر أن قوات مشتركة من سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوى الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب وغيرها، بدأت فجر الأحد، بحملة أمنية كبيرة ضمن مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرقي الحسكة، ضد أذرع تنظيم داعش، مؤكداً اعتقال العشرات من أسر التنظيم في المخيم القابع شمال سوريا والمعروف بأنه "قنبلة موقوتة".
وجرى أيضاً قطع الإنترنت وإيقاف بث الإذاعات عن المخيم.
كذلك كشفت المعلومات أن الحملة التي يشارك فيها أكثر من 5000 مقاتل ومقاتلة، تشمل جميع القطاعات ضمن المخيم الذي يضم ما يقارب 60 ألف شخص، من لاجئين عراقيين ونازحين سوريين بالإضافة لقسم زوجات الدواعش الأجانب.
33 جريمة قتل وأكثر
كما ارتفع معدل جرائم القتل ارتفع بشكل ملحوظ جداً في مخيم الهول قياساً بالعام الفائت، حيث سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال عام 2020، 33 جريمة قتل في الهول، بينما أحصى منذ مطلع العام 2021، 40 جريمة ضمن المخيم، 13 منها جرت في الشهر الأول من العام، و10 في فبراير، و17 في مارس الحالي.
وأسفرت هذه الجرائم عن 41 قتيلاً، هم: 30 من اللاجئين العراقيين، و9 من حملة الجنسية السورية، وعنصران من الأسايش.
في السياق ذاته قتل مسلح من الخلايا المسؤولة عن عمليات القتل، بعد تفجير قنبلة أثناء ملاحقته من قبل دورية تابعة للأسايش.
يشار إلى أن ما يزيد الوضع تعقيداً في المخيم رفض معظم الدول استعادة رعاياها الذين كانوا قد التحقوا بـ"داعش" وعاشوا تحت سطوته، لكن دولاً قليلة تسلمت أفراداً من عائلات مسلحي التنظيم المحتجزين لدى "قوات سوريا الديمقراطية"، مثل أوزبكستان وكازاخستان وروسيا، بينما تسلمت دول أخرى أعداداً محدودة بينها فنلندا وفرنسا والنرويج والدنمارك والولايات المتحدة.