عاد مخيم الهول المنسي في شمال شرق سوريا إلى واجهة الأخبار أمس، بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية شن حملة أمنية ضد عناصر داعش في المخيم ومحيطه، شملت عشرات الاعتقالات، وذلك بعد سلسلة حوادث أمنية واغتيالات، شهدها المخيم في الأشهر الأخيرة.
ففي تلك البؤرة تتمسك بعض النساء الداعشيات كما أظهرت زيارة مراسلة العربية للمخيم الأسبوع الماضي، بتعاليم التنظيم، وتشربها لآلاف الأطفال، لعل هذا ما دفع بعض المراقبين إلى وصف تلك البؤرة التي تضم آلاف اللاجئين والنازحين من جنسيات مختلفة بالقنبلة الموقوتة.
كما أظهرت العديد من المقاطع المصورة من داخل المخيم في فترات متقاطعة، مدى الغضب والشراسة التي تختزنه بعض تلك النسوة، ممن علقن في براثن التطرف، وزوايا هذا المخيم البائس.
وكانت الأمم المتحدة حذرت مرارا وتكرارا من تدهور الوضع الأمني في المخيم الهول الذي بات أشبه بمدينة خيام حقيقية يعيش فيها حوالي 62 ألف شخص، 93% منهم من النساء والأطفال، ومعظم هؤلاء الأطفال بلا هويات، كما أوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تصريحات سابقة للعربية.نت.
آخر بقايا "الخلافة"
وتنتشر في مدينة الخيم هذه بعض حالات التطرف، والدعوات السرية الداعشية. ففي تقرير موجه للأمم المتحدة وضع في شباط/فبراير، رصدت في مخيم الهول "حالات تحول نحو التطرّف وتدريب وجمع تمويلات وحثّ على ارتكاب عمليات خارجيّة".
كما خلص التقرير الأممي في حينه إلى أن "بعض المحتجزين يرون أن الهول هو آخر آثار الخلافة".
أطفال الدواعش الأجانب
وتطالب السلطات الكردية في المنطقة بإعادة النساء والأطفال إلى بلدانهم الأصل. لكن معظم البلدان، وخاصة في أوروبا، مترددة في استعادة مواطنيها.
فقد استعادت بعض الدول ومن بينها فرنسا عددًا محدودًا من الأطفال اليتامى.
فمثل هذا المشروع يواجه الرفض لدى الرأي العام. إذ أشار استطلاع نُشر مطلع عام 2019 إلى أن ثلثي الفرنسيين لا يريدون إعادة أطفال الدواعش لا سيما خوفا من أن يصبحوا بدورهم متطرفين في فرنسا.
يذكر أن نحو 43 ألف أجنبي ما زالوا محتجزين لدى القوات الكردية في شمال شرق سوريا، ويتوزع الرجال بين السجون فيما تقبع النساء والأطفال في مخيمات، وفق منظمة هيومن رايتس ووتش. ويوجد بين هؤلاء حوالي 27500 قاصر أجنبي.
اعتقال أكثر من 30 امرأة ورجل
وبالعودة إلى الحملة الأمنية أمس الأحد، فقد ذكر المرصد السوري لوكالة فرانس برس أن "أكثر من ثلاثين امراة ورجلا يُشتبه بأنهم مؤيدون لداعش اعتقلوا" منذ بدء العملية فجر أمس، فيما أكد مسؤولان إعلاميان تابعان لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، بدء "عملية أمنية" بالتعاون مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
فيما قال المتحدث باسم التحالف واين ماروتو، إن هدف العملية "إضعاف وعرقلة أنشطة داعش في المخيم لضمانة سلامة وأمن سكّانه"، مستخدماً الاسم الشائع المختصر للتنظيم.
كما لفت إلى الحصول على الدعم "الاستخباراتي والمراقبة والاستطلاع" للعملية التي تهدف أيضاً إلى تمكين المنظمات غير الحكومية من تقديم المساعدات الأساسية داخل المخيم "بأمان".
يشار إلى أن أكثر من أربعين جريمة قتل وقعت منذ بداية عام 2021 ضمن المخيم الذي يعدّ الأكبر في سوريا ويضم عوائل سورية وعراقية إلى جانب عائلات أجنبية أوروبية وآسيوية.