مازالت المساع متواصلة لإيجاد صيغة مناسبة لاتفاق بين الدول المعنية بشأن سد النهضة، وذلك على الرغم من الإعلان الإثيوبي أن الملء الثاني سيتم في موعده وسط نية سودانية مصرية لتغيير الأحداث.
وفي جديد الأزمة، أكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق، الخميس، أن قرار ملء السد بصورة أحادية سيزيد من تعقيد الأمور ومن شأنه تهديد حياة 20 مليون مواطن يسكنون على ضفاف النيل.
لا نريد البلبلة!
وأضافت أن السودان ليس لديه أية نية لخلق بلبلة أو الدخول في حرب، معلنة استعداد بلادها لتقبل أي مبادرة من شأنها معالجة القضايا دون الأضرار بأي طرف.
كما لفتت إلى أن المبادرة الرباعية التي يقودها السودان يقصد بها دعم وتسهيل مهمة الاتحاد الإفريقي.
وأشارت إلى أن الجيش السوداني منتشر داخل أراضيه لتأمين حدوده بعد طلب الإثيوبيين أنفسهم لذلك مع بداية الأزمة.
مصر: مياه النيل قضية مصيرية
جاءت هذه التطورات بعدما شدد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، على أن نهر النيل يهب الحياة لملايين المصريين وتعيش على ثرواته شعوب وادي النيل وترتبط به أرزاقهم ومصائرهم، مشيراً إلى أن مسألة المياه ونهر النيل تحديداً بالنسبة لمصر تتجاوز كل الاعتبارات وترتقي إلى مرتبة القضية الوجودية التي ترتبط بحياة هذا الشعب وببقائه.
كما اعتبر أن الوضع الحالي لملف سد النهضة يُحتم على الأطراف المعنية العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة برعاية إفريقية، وبمشاركة نشطة من المجتمع الدولي وذلك للتوصل في أسرع وقت ممكن من أجل الوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن ومُلزِم قبل موسم الفيضان المقبل، وبما يُجنب المنطقة مزيداً من التوتر والاحتقان ويحقق مصالح الدول الثلاث.
وكانت أديس أبابا، قد أعلنت الشهر الماضي، أنها ستمضي قدما في عملية الملء الثاني لبحيرة السد في يونيو المقبل، أي بعد 3 أشهر.
وذكرت أن عملية الملء ستتم بمقدار 13.5 مليار متر مكعب أي ما يقارب 3 أضعاف حجم الملء الأولي المنفذ العام الماضي بمقدار 4.9 مليار متر مكعب.
شريان حياة
ورغم حضّ مصر والسودان، إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا عن خطتها التي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
ويشكل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة للدول العشر التي يعبرها ويوفر لها مياه الشرب والكهرباء.
فيما يوفر النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية، الجزء الأكبر من مياه النيل التي تتدفق عبر شمال السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط.