بينما شدد الاتحاد الأفريقي، الاثنين، على مواصلة جهوده لإيجاد حل يرضي جميع أطراف سد النهضة، أكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق على عدم التزام الجانب الإثيوبي باتفاق ملزم بشأن ملء السد أصبح يهدد حياة الملايين من السودانيين.
وحذّرت من عواقب وخيمة قد تنتج عن هذه الأفعال، مؤكدة أن على الاتحاد الأفريقي اتخاذ خطوات ملموسة لحل الخلاف قبل فوات الأوان.
إلى ذلك، لفتت الصادق إلى أن تعنت إثيوبيا في شروط استئناف عمل الآلية المشتركة لترسيم الحدود بين البلدين أمر لا يمكن قبوله.
وساطة رباعية
وجاءت هذه التطوارت بالتزامن مع تقدم الخرطوم، الاثنين، بطلب رسمي لوساطة رباعية لحل الخلاف حول ملء وتشغيل سد النهضة.
فقد بعث رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومسؤول الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، ورئيس الكونغو فليكس تشيسكيدى بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي، مطالبا بالتدخل للعب دور الوسيط في مفاوضات سد النهضة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وأبدى حمدوك لأطراف الرباعية رغبته في أن تنحصر الوساطة حول النقاط الخلافية خاصة إلزامية الاتفاق وآلية حل النزاعات والقضايا الفنية الخاصة بالجفاف وتبادل المعلومات، لافتا إلى طلبه عدم الزج بتقسيم المياه في المحادثات.
إثيوبيا ترفض وأميركا تدعم
وكان الناطق الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، أعلن الثلاثاء الماضي، أن أديس أبابا أبلغت الوفد الكونغولي بشأن موقفها الرافض للوساطة الرباعية وتمسكت بالوساطة الإفريقية.
كما أشار إلى أن الوفد الكونغولي لم يطرح أي مبادرة حول عملية التفاوض المرتقبة بشأن سد النهضة، مشددا على رفض إدخال أطراف أخرى في مفاوضات سد النهضة في ظل قيام وجود الوساطة الإفريقية.
بدورها، أكدت الخارجية الأميركية، الاثنين، أن الولايات المتحدة تواصل دعم جهود التعاون بين كل من إثيوبيا ومصر والسودان لحل خلافهم بشأن سد النهضة.
وقال المتحدث باسم الوزارة في تصريحات صحافية، "نتفهم أن السد يمثل قضية رئيسية للأطراف الثلاثة للمضي قدما، وسنشجع على استئناف الحوار المثمر".
كما أضاف "سنساعد في تحقيق نتائج بناءة وتخفيف التوترات في المنطقة، ونواصل ضمان نهج أميركي متوازن تجاه القضايا المتعلقة بسد النهضة".