عاد خوان لابورتا الآن إلى منصب الرجل الأول في قلعة برشلونة من خلال الانتخابات المثيرة التي أقيمت الأحد وأسفرت عن فوزه برئاسة النادي، بعد 11 عاما من رحيله عن الرئاسة .
وكان لابورتا (58 عاماً) الذي يحمل عضوية النادي برقم 13352 ، ترأس النادي خلال الفترة من 2003 إلى 2010 وقاده لواحدة من أنجح فترات برشلونة.
والآن، سيكون على لابورتا استخدام خبرته السابقة بالنادي وشؤونه والكاريزما التي يتمتع بها لانتشال النادي من عثرته الكبيرة حاليا سواء على المستوى الاقتصادي أو الرياضي.
وتفوق لابورتا في الانتخابات على منافسيه فيكتور فونت وتوني فريشا، لكنه يحتاج الآن للتغلب على أزمة حقيقية يعانيها النادي الكتالوني رياضيا وماليا.
كما يتعين على لابورتا التغلب على بعض الشكوك التي شابت فترتي رئاسته السابقتين للنادي بين 2003 و2010 .
وأصبح المحامي والسياسي لابورتا أول رئيس لبرشلونة يتم انتخابه لفترتين منفصلتين على مدار تاريخ النادي .
وكان لابورتا فاز برئاسة النادي للمرة الأولى وخسر في الانتخابات التي جرت في 2015 أمام جوسيب ماريا بارتوميو قبل أن يفوز مجددا برئاسة النادي في الانتخابات التي أجريت الأحد.
وتعهد لابورتا بأن يعيد بريق برشلونة ليبث بهذا حالة الحماس والثقة بين أعضاء وأنصار النادي.
وبعد خسارته في انتخابات 2015 أمام بارتوميو ، الذي استقال من رئاسة النادي بضغط من الأعضاء في 27 أكتوبر الماضي، كان لابورتا حريصا على بدء حملته الانتخابية بشكل قوي هذه المرة.
وبالفعل ، قدم لابورتا توقيعات من عشرة آلاف و257 عضوا، بزيادة ثمانية آلاف توقيع عن العدد المطلوب ، لخوض الانتخابات.
كما أكدت استطلاعات الرأي قبل انتخابات الأحد أنه المرشح الأوفر حظا وذلك بعد حملته الانتخابية الطويلة والحافلة بالمحطات المهمة ومنها ثلاث مناظرات مع منافسيه فونت وفريشا.
وخلال فترة رئاسته السابقة لبرشلونة، منح لابورتا الثقة للمدرب بيب غوارديولا الذي قاد الفريق لفترة تعتبر هي الأنجح في تاريخ النادي كما حقق النادي نجاحا مماثلا على المستوى المالي في ذلك الوقت.
ولكن هذه الفترة من حكم لابورتا لم تخل أيضا من الشكوك والجدل، وهو ما يحتاج لابورتا إلى التغلب عليه أيضا في فترة رئاسته الجديدة للنادي الكتالوني.
وكان "عشق برشلونة" هو شعار حملة لابورتا الانتخابية. والآن ، سيكون هدفه الرئيسي هو أن يعود الفريق لتقديم العروض التي أبهرت الجميع قبل أكثر من عقد كامل وأن يعيد مدرسة الناشئين العريقة "لا ماسيا" في النادي إلى سابق عهدها لانتاج المزيد من الموهوبين ولتصبح مجددا مركزا للتميز الكروي.
كما يواجه لابورتا الآن تحديا صعبا آخر يتمثل في إصلاح وتحسين الوضع المالي للنادي بعد انتشاله من كبوته الحالية.
وفي إطار هذا ، سيكون لابورتا بحاجة إلى الاستفادة من علاقاته المتميزة من ناحية ومراجعة بعد العقود مع الشركاء والرعاة وتقليص حجم الرواتب في النادي.
ويدرك لابورتا أن أكثر ما سيساعده على تقليص الإنفاق على شراء لاعبين هو تدعيم "لا ماسيا" لتطعيم الفريق الأول بالمواهب الصاعدة من هذه المدرسة التي أفرزت العديد من النجوم في الماضي.
وقبل كل هذا ، يحتاج لابورتا إلى حسم قضية بقاء الأرجنتيني ليونيل ميسي في صفوف الفريق بشكل عاجل.
ويبدأ لابورتا ولايته الجديدة في رئاسة النادي وسط أزمات هائلة يواجهها النادي الكتالوني حيث بلغ إجمالي ديون النادي نحو1.2 مليار يورو كما ينتهي عقد ميسي مع النادي في نهاية الموسم الحالي ما يعني إمكانية رحيل النجم الشهير عن النادي مجانا عقب نهاية الموسم الحالي.
وأدلى ميسي (33 عاماً) بصوته في الانتخابات برفقة زملائه في الفريق مثل سيرخيو بوسكيتس وجوردي ألبا وريكي بويغ.
ومن المهام الصعبة التي ستواجه لابورتا هي محاولة إقناع ميسي بالبقاء في صفوف الفريق ولكن لابورتا ، وعلى الرغم من علاقته القوية بميسي ، لا يمتلك في حسابات النادي المال الكافي لتقديم عرض مغر لميسي.
وكان ميسي كشف بعد نهاية الموسم الماضي عن رغبته في الرحيل عن الفريق ولكن بارتوميو رفض وقتها منح اللاعب أي فرصة للرحيل.
والآن ، سيكون استمرار ميسي مع برشلونة من المهام الأساسية التي يتعين على لابورتا حسمها بأسرع وقت ممكن لاسيما وأن عقد اللاعب يمتد لنهاية الموسم الحالي فقط ، ويحق لميسي الرحيل عن برشلونة بعدها مباشرة بدون أي استفادة للنادي.
وقال لابورتا في كلماته الأولى بعد انتخابه رئيسا للنادي إنه يأمل في مواجهة التحديات العاجلة للنادي ومنها إقناع ميسي بالبقاء ضمن صفوف برشلونة، مشيداً بمشاركة الأخير في عملية التصويت بالانتخابات مؤكدا أن هذا يعد مؤشرا على إمكانية إقناع اللاعب بالبقاء في برشلونة.