فيما تستمر حال المراوحة في ملف تشكيل الحكومة، وتقاذف الاتهامات بين السياسيين في لبنان، خرج رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، اليوم السبت، ليلوح بالاعتكاف (عدم ممارسة مهامه).
وقال في كلمة وجهها إلى اللبنانيين الذين نزل بعضهم اليوم أيضا بمجموعات احتجاجية متفرقة في عدد من المناطق: الوضع قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف، وقد ألجأ إليه رغم أنه يخالف قناعاتي".
كما أضاف متسائلا: "مَن يستطيع التعامل مع التداعيات الخطيرة الآتية والمزيد من معاناة الناس.. ألا يستحق اللبنانيون تضحيات صغيرة من أجل مصلحة الوطن؟".
ودعا السياسيين المتخاصمين إلى ترك أوهام وطموحات السلطة جانباً، لأن لبنان يمر في خطر شديد، في إشارة إلى الخلاف المستمر بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، وتياره الحزبي.
7 أشهر بلا حكومة
إلى ذلك، قال: بعد 7 أشهر على استقالة حكومتنا لم تشكّل حكومة جديدة ما وضعنا أمام معضلة كبيرة والظروف الاجتماعية والمالية تضغط بقوّة والظروف السياسية تزداد تعقيداً.
يشار إلى أنه منذ استقالة حكومة دياب وتكليف الحريري بتشكيل حكومة أخرى، تعالج الأزمات المتراكمة في لبنان، لا سيما الملف الاقتصادي الخانق، لم يتمكن السياسيون من التوافق أو التخلي عن المحاصصة، وسط تقاذف للاتهامات في ما بينهم، وتحميل كل طرف الطرف الآخر مسؤولية الفشل حتى الآن في التوصل إلى تشكيلة وزارية.
وبين هذا وذاك، يقبع اللبناني غارقا في أزمة اقتصادية ومعيشية طاحنة لم تشهد لها البلاد مثيلا منذ عقود، لا بل إن بعض المواطنين بات يترحم على أيام الحرب، حين كانت قدرتهم الشرائية رغم المآسي أفضل.
ومنذ الثلاثاء الماضي، تشهد البلاد احتجاجات متفرقة بأعداد قليلة، تجددت بعد أن هوت الليرة اللبنانية إلى أكثر من عشرة آلاف ليرة مقابل الدولار، ليكون هذا الحدث بمثابة القشة الأخيرة بالنسبة لكثيرين من المواطنين الذين شهدوا ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية مثل حفاضات الأطفال والحبوب إلى نحو ثلاثة أمثالها منذ بدء الأزمة العام الماضي.