أثار زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدر، قضية اختفاء 128 مليار دولار في عهد تولي، بيرات البيرق، صهر أردوغان، لحقيبة وزارة المالية التركية، معتبراً أن هذه الأموال اختفت من خزينة البنك المركزي التركي، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو المسؤول.
وقال كليتشدار في اجتماع الكتلة الحزبية بالبرلمان التركي، اليوم الثلاثاء، موجهًا حديثه إلى الرئيس التركي: "جعلت الصهر مسؤولًا عن الاقتصاد، وجعلته نائب رئيس صندوق الثروة السيادي، أي سلمته الخزانة والبنك المركزي، وبعدها تبخرت 128 مليار دولار من الخزانة، أين ذهبت تلك الأموال؟".
وتابع رئيس حزب الشعب الجمهوري، تساؤلاته: "نسأل هذا ولكن الصهر ليس موجودًا في الوسط" في الوقت الذي تنحى صهر أردوغان عن وزارة المالية، لكن سياساته المالية لم تزل تتوالى انعكاساتها على الليرة التركية وعلى الاقتصاد ككل.
وأضاف كليتشدار أن حكومة أردوغان لم تستطع أن تجد قناة أو صحيفة لتعلن خبر استقالة الصهر، ولكن أردوغان يغضب من السؤال عن مبلغ 128 مليار دولار ويقول، "إنهم يشعرون بالغيرة من نجاحه (وزير المالية السابق)، وإذا كان حقًا ناجحًا لماذا تقيله من وظيفته، ولماذا قمت بإقالة رئيس البنك المركزي الذي كان ينفذ أوامرك".
وسبق أن اتهم المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، فائق أوزتراك، حكومة أردوغان، بإهدار 128 مليار دولار خلال 8 شهور، بسبب قرار رفع أسعار الفائدة كمحاولة لتثبيت سعر صرف الليرة التركية.
أسعار الفائدة
وحتى شهر سبتمبر 2020 كان سعر الفائدة في المصارف التركية بحدود 10.25%، ولكن في ضوء ما شهدته تركيا من انخفاض متتابع للعملة المحلية، وتولي محافظ جديد للبنك المركزي، اتجهت السياسة النقدية لنهج جديد، تمثل في تبني سياسة رفع سعر الفائدة، فكان الرفع الأول في 20 نوفمبر 2020، ليصل السعر إلى 15%، بزيادة 4.75%، ويوم 25 ديسمبر 2020، كان موعد الزيادة الثانية على التوالي ليقفز السعر إلى 17%.
انقضت عدة أشهر على غياب بيرات ألبيرق، صهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن المشهد السياسي والاقتصادي في تركيا، في أعقاب استقالته المثيرة للجدل بداية نوفمبر الماضي، من منصب وزير الخزانة والمالية، حيث توسعت كثيراً مواقع التواصل الاجتماعي التركية، آنذاك في تداول هاشتاغ : أين هو بيرات البيرق؟، وسرت شائعات وأقاويل كثيرة عن الوزير المستقيل، بين مؤيديه ومعارضيه.
اختفاء الصهر والأموال
منذ اللحظة الأولى من استقالته غير المتوقعة للوزير من منصبه في 8 نوفمبر الماضي، وإغلاقه حسابه على تويتر، وأيضا إغلاقه بعد أيام حسابه على إنستغرام الذي أعلن استقالته عبره، اختفى الوزير وصهر الرئيس، ولم يظهر حتى في مراسم تسليم الوزارة للوزير الجديد.
ومنذ ذلك الحين بدأ السؤال ذاته يتردد على ألسنة المواطنين الأتراك: أين هو برات ألبيرق؟، ولم تجب أي جهة حكومية أو رسمية عن هذا السؤال، ولكن الصحافي وعضو حزب الشعب الجمهوري المعارض باريش ياركاداش، قال في مقابلة تلفزيونية بعد ثلاثة أيام من استقالة الوزير، إن ألبيرق ذهب هو ووالده وعائلته إلى مدينتهم طرابزون بهدف الراحة الذهنية، وإن عائلة ألبيرق تخلت عن العمل السياسي للأبد، حيث قال "الآن الجميع في تركيا يسأل أين هو ألبيرق، والبعض يدعي أنه ربما ذهب وعائلته الى إنجلترا".
وأضاف "وفقاً للمعلومات التي وصلتني، فإن ألبيرق ذهب برفقة أبيه وزوجته وأبنائه إلى مزرعتهم في طرابزون بهدف الراحة الذهنية، ألبيرق الآن في طرابزون، لقد ودع العمل السياسي إلى الأبد، ووفقاً للمعلومات، فإن والده أيضاً، صادق ألبيرق، قد استقال من عضويته في حزب العدالة والتنمية".
ولكن مع تسلم الوزير الجديد للمنصب واسترجاع الليرة التركية شيئاً من قيمتها، واستقرارها أمام الدولار، هدأت قضية ألبيرق في الشارع التركي، لكنها عادت للتجدد اليوم، مع إثارة اختفاء هذا المبلغ الضخم من ميزانية الدولة التركية.