تسببت شركة تركية في حالة احتقان وغليان في تونس، بعدما عمدت إلى تجميد الحسابات البنكية لشركة الخطوط التونسية وتعميق أزمتها المالية، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في البلاد.
وفي التفاصيل، قال الملحق الإعلامي للاتحاد العام التونسي للشغل غسان القصيبي، في بيان، إن شركة "تاف" التركية التي تعمل في مطار النفيضة الدولي وسط تونس، قامت بتجميد الحسابات البنكية لشركة الخطوط التونسية بسبب ديون تقدّر بـ28 مليارا، في حين أن الدولة التونسية أمهلت هذه الشركة التركية دفع قرابة 400 مليار دينار لفائدة ديوان الطيران المدني.
استباحة للسيادة التونسية
كما تابع" أنتظر من الدولة التونسية وتحديدا وزارة النقل موقفا وردّا قويين على التجميد ضد حسابات الخطوط التونسية، فهذه العملية استباحة للسيادة التونسية وتذكير بالإمبراطورية العثمانية والإيالة التونسية".
والخميس، شهد مقر الخطوط التونسية حالة احتقان وتحركات احتجاجية في صفوف العاملين بالشركة، الذين تجمّعوا للتنديد بهذا القرار، وسط مخاوف بأن يكون هذا التجميد خطوة تمهيدية لوضع يدها على الناقلة الجويّة.
إضراب مفتوح
وفي خطوة تصعيدية، قررت نقابات الخطوط التونسية الدخول في إضراب مفتوح بكافة المطارات بداية من يوم الجمعة، إلى حين تسوية وضعية الشركة، وإيقاف تنفيذ التجميد.
وقال كاتب عام جامعة النقل محمد الشابي، في تجمّع عمّالي أمام مقر الخطوط التونسية، إن قرار تنفيذ التجميد كان بمثابة "المفاجأة الصاعقة" على العاملين بالشركة وعلى كافة التونسيين وهو منعرج خطير، مشددا على أنه لا رجوع للعمل إلا بعد إيجاد حل للوضع الكارثي الذي تعيش فيه الشركة.
وشركة "تاف" التركية، فازت في 2007 بمناقصة بناء المطار النفيضة – الحمامات الدولي، ومنحتها السلطات إبان حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، امتياز تشغيله بموجب عقد يمتدّ لأربعة عقود، لتؤسس الشركة فرعا لها باسم "تاف تونس" لإدارة المطار والإشراف عليه.