في وقت أكد فيه رستم قاسمي، مساعد الشؤون الاقتصادية بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أن بلاده خسرت تماماً عقب تدخلها في صراع سوريا، مشدداً على أنها لم تحقق أية مكاسب، كشف أن طهران أخدت أموالا من العراق مقابل تدخلها العسكري في الحرب على تنظيم داعش.
ووفقا لوكالة "مهر" الإيرانية، أكد رستم قاسمي، وهو وزير النفط الإيراني السابق وشغل أيضا منصب قائد مقر "خاتم الأنبياء" للإعمار، الذي يعتبر الذراع الاقتصادية للحرس الثوري، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، أن من ينتقدون دعم إيران للفصائل الموالية لها، لا يعرفون الكثير من التفاصيل.
وأضاف أن طهران لم تنفق في العراق أية أموال، بل حصلت على ثمن كل رصاصة أطلقتها هناك، فيما دفعت في سوريا أقل مما أعلنته الولايات المتحدة، معتبراً أن هذا التدخل جنّب إيران إنفاق مليارات الدولارات فيما لو استمر وجود الدواعش.
17 ملياراً في سوريا
وكانت الخارجية الأميركية قد كشفت في تقرير أن إيران تنفق 17 مليارا على الميليشيات في سوريا بينما شعبها يتضور جوعا.
فيما تتناقض تصريحات قاسمي مع ما كشفه مسؤولون إيرانيون سابقا عن خسائر في سوريا مقابل كسب الأموال من العراق، حيث قال إيرج رهبر، رئيس جمعية الإعمار في طهران، في ديسمبر الماضي، إن طهران خسرت فرص إعادة الإعمار في سوريا، حيث لم يتم تنفيذ أي من الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين منذ عام 2018.
تدخل مدفوع لا مجاني
بدوره، اعتبر حشمت الله فلاحت بيشة، عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني السابق، أن إيران أنفقت 30 مليار دولار في سوريا خلال السنوات العشر الماضية، وأن هذه المبالغ التي صرفت للتدخل العسكري لإبقاء نظام الأسد في السلطة، لكن لم تتم استعادتها.
أما يحيى رحيم صفوي، كبير المستشارين العسكريين للمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، فقد أكد أن تدخلات إيران في دول المنطقة لم تكن مجانية بل تمت مقابل الحصول على الأموال خاصة في العراق وسوريا، مضيفاً: "وقعنا عقودا مع السوريين وسنحصل على أشياء بالمقابل، إلا أن الروس يستفيدون من روسيا أكثر مما نستفيد".
ويأتي الحديث عن الخسائر الإيرانية وسط مطالبة جماهير المتظاهرين الإيرانيين خاصة خلال احتجاجات السنوات الأخيرة بسحب قوات بلادهم من دول المنطقة وإنفاق تلك الأموال على مكافحة الفقر والبطالة والغلاء وتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور.
شبكة قاسمي للتهرب من العقوبات
يذكر أن رستم قاسمي، العقيد السابق في الحرس الثوري، هو واحد من الشخصيات الرئيسية التي كانت وراء قضايا تهريب النفط للتهرب من العقوبات، حيث أسس شبكة مع قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، الذي قتل بغارة أميركية في يناير 2020 تدير مبيعات النفط في السوق السوداء.
وامتدت تلك الشبكة من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت وحتى المتوسط، ووضع فيها أشخاصا مثل بابك زنجاني كسماسرة لبيع النفط الإيراني في السوق السوداء وتحويل عائداتها عن طريق عمليات غسل الأموال والالتفاف على العقوبات.
إلى ذلك، تعتبر هذه الطريقة هي التي اعتمدها قاسم سليماني لتمويل ميليشيات حزب الله اللبناني والنظام السوري وسائر الجماعات المسلحة التي تقاتل تحت إمرة الحرس الثوري في سوريا وجماعة الحوثي في اليمن والخلايا التابعة لإيران في مختلف الدول.