على الرغم من الانتصارات الأخيرة التي يدعي النظام في سوريا تحقيقها، إلا أنه وعلى أرض الواقع لا يسيطر إلا على 15% من حدود البلاد كاملة، ومعها تقريباً نصف المعابر.
وخلال السنة الأخيرة حصراً، تقسمت مناطق نفوذ النظام وحلفائه على مساحة 65% من سوريا بينها محافظات رئيسية، هي دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس، ودرعا ودير الزور، وفيها 12 مليون شخص.
فيما تنفرد قوات سوريا الديمقراطية، أي "أكراد سوريا"، على نحو 25% من الأراضي، تضم نحو 3 ملايين شخص، ومعظم ثروات النفط والغاز والمياه والزراعة، ومدينتي الحسكة والرقة.
أما محافظة إدلب بكل تفرعاتها، ومدن جرابلس وعفرين وتل أبيض ورأس العين التي تضم أكثر من 3 ملايين، فتقع تحت سيطرة فصائل تدعمها تركيا، ما يشكل نحو 10% من مساحة سوريا.
وعن هذه النقطة، كشفت دراسة فرنسية عن "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، عن أن الحدود تشير إلى مدة سيادة الأطراف على المناطق، لا المساحة على الأرض، وبهذا يكون سجل النظام خالياً تقريباً حيث تسيطر قواته على 15% فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، في حين تتقاسم جهات فاعلة أجنبية الباقي.
ويفصّل التقرير الحال في سوريا، مشيراً إلى أن النظام ومعه ميليشيات إيران لهم 20% من الحدود، حيث تكون "الجمارك" التابعة للنظام هي الجهة المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق كـ "البوكمال"، ومع الأردن كـ "نصيب"، ولبنان "العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية"، فيما تتواجد قوات حزب الله في أماكن أخرى من الحدود، وقد أقام قواعده على الجانب السوري كـ "الزبداني والقصير" التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية.
وبالمثل، تدير ميليشيات عراقية كلا جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف.
المطارات وقبضة إيران
أما المطارات العسكرية، فتطالها بالغالب اليد الإيرانية لنقل الأسلحة، وعادة ما تكون أهدافاً لضربا إسرائيلية تجهض عمليات النقل.
في سياق متصل، تسيطر فصائل تدعمها قاعدة حميميم الروسية على مساحات واسعة من الحدود الأردنية.
ويملك النظام نفوذاً على الموانئ البحرية والمطارات، بما فيها مطار القامشلي في مناطق الأكراد شرق نهر الفرات، كما حولت روسيا مطار القامشلي إلى قاعدة عسكرية لها.
إلى ذلك، تسيطر قوات النظام على المعابر غير الشرعية مع لبنان، وتلك الخمسة الرسمية، وهي: جديدة يابوس - المصنع، والدبوسية - العبودية، وجوسية - القاع، وتلكلخ - البقيعة، وطرطوس - العريضة، كما توجد على طول الحدود معابر كثيرة غير شرعية، معظمها في مناطق جبلية وعرة.
تركيا تفرض وكلاءها أيضاً
وفي القامشلي، بدأت تركيا عام 2013 في بناء جدار حدودي في معقل الأكراد شرق الفرات. ليشمل الحدود الشمالية كاملة، بهدف منع انتقال عناصر حزب العمال الكردستاني، أو حتى الدواعش إلى أراضيها.
بعد ذلك، سيطرت في عام 2019، على شريط بين تل أبيض ورأس العين في شرق الفرات، من قوات سوريا الديمقراطية، ما دفع الأخيرة للتحالف مع الأسد، إلى أن حلت الدوريات الروسية - التركية محل الدوريات الأميركية - التركية على خطوط التماس هذه لضمان انسحاب الأكراد من منطقة الحدود التركية، ليكون بهذا الجزء الوحيد من الحدود الشمالية مع تركيا الخاضع لسيطرة دمشق هو معبر كسب شمال اللاذقية، والمغلق أصلا من الجانب التركي.
جهات عدة تسيطر على المعابر
من جهة أخرى، تتقاسم جهات عدة، السيطرة على الحدود مع تركيا، إذ أن معبر كسب تحت سيطرة دمشق من طرف اللاذقية، لكنه مقفل من الجانب التركي.
فيما يخضع "باب الهوى" لسيطرة إدارة مدنية تابعة لتحرير الشام التي تسيطر على معظم إدلب.
أما "باب السلامة" في منطقة أعزاز بمحافظة حلب، فيقع تحت سيطرة فصائل تدعمها أنقرة، كما هو الحال مع معبر جرابلس.
وعلى الرغم من أن مسؤولي النظام ولاعبون دوليون آخرون يشددون بين الحين والآخر على نقطة "السيادة السورية"، إلا أنه وفي حقيقة الأمر هناك 5 جيوش على الأرض يفرضون شروطهم بين روسيا وأميركا وتركيا وإيران وإسرائيل.
وبعد 10 سنوات على الصراعات لم تتضح حتى اليوم التفاهمات الدولية لتنهي مأساة الصراع السوري.