مع مراوحة المواقف الإيرانية والأميركية مكانها في ما يتعلق بالاتفاق النووي، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن التفاوض (مع واشنطن) ليس شيئا سيئا.
وفي استمرار للتصريحات الإيرانية المتناقضة أو التي تظهر تارة ميلا للتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وطورا آخر تشددا وفرضا للشروط، قال روحاني خلال كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى الثورة الإيرانية، اليوم الأربعاء: "أفتخر بالتفاوض، التفاوض ليس شيئًا سلبياً، نحن فخورون بالتفاوض والاتفاق مع أعدائنا".
حرب اقتصادية
إلى ذلك، أقر أن بلاده تمر بظروف اقتصادية صعبة، قائلاً: نمر بحرب اقتصادية منذ 3 سنوات.
كما أضاف: "لو خرجنا من الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن منه لحصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على ما كان يريد".
وعلى مدى الأسابيع الماضية، تراوحت تصريحات المسؤولين الإيرانيين بين التشدد ورفض التفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة حول العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه دونالد ترمب عام 2018 وأعاد فرض العقوبات على طهران، وبين القبول بشرط عدم فرض أي شروط، وبين تصريحات ألمحت أيضا إلى إمكانية مناقشة بعض تلك الشروط.
بين العقوبات والعودة.. من يتقدم أولا؟
يشار إلى أن إدارة بايدن كانت أبدت سابقا استعدادها للعودة إلى الاتفاق، بشرط عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجبه، والتي كانت تراجعت عنها تدريجيا بعد عام من انسحاب واشنطن.
في المقابل، أعلنت طهران أنها لن تعود إلى الالتزامات قبل مبادرة الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات الاقتصادية، والتزام كل الأطراف بتعهداتهم.
في ظل ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الرابع من شباط/فبراير أنه سيبذل ما بوسعه "لدعم أي مبادرة أميركية لإطلاق حوار جديد بين الطرفين"، قائلاً "سأحاول أن أكون ميسّراً لهذا الحوار".
وسبق لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن دعا الاتحاد الأوروبي للتوسّط بين بلاده والولايات المتحدة لإنقاذ الاتفاق، متحدثا عن إمكان وضع "آلية" إما لعودة "متزامنة" للبلدين إليه، أو "تنسيق ما يمكن القيام به".
من جهته، كرر بايدن قبل أيام قليلة بنفسه موقف بلاده بضرورة عودة إيران للإيفاء بالتزاماتها أولا. وردا على سؤال خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس" بثت الأحد، حول إمكان رفع العقوبات لإقناع طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، أجاب بايدن "كلا".