في إشارة إلى صفة الإلحاح التي يوليها الرئيس الأميركي جو بايدن، لملف إيران، يتوقع أن يعقد البيت الأبيض اليوم الجمعة اجتماعًا للجنة الرئيسية لمجلس الأمن القومي، للتركية على البرنامج النووي.
وفي السياق، كشف مصدر مطلع، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" أن أحد بنود العمل الرئيسية في هذا اللقاء، بحث ما إذا كان يجب الدفع باتجاه العودة إلى الاتفاق النووي قبل انتخابات يونيو الرئاسية في إيران أو الانتظار إلى ما بعد ذلك.
يأتي هذا الاجتماع، بالتزامن مع مساعي الإدارة الأميركية الجديدة إلى تحسين استراتيجيتها حول كيفية إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 ، وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب في 2018، مع التنسيق في الوقت عينه مع الحلفاء لإبطاء جهود إيران لتخصيب اليورانيوم ومنع سباقات التسلح في الشرق.
توصيات إلى الرئيس
يشار إلى أن اجتماعات اللجنة الرئيسية - التي تُعقد في غرفة العمليات ويحضرها وزيرا الدفاع والخارجية وغيرهم من اللاعبين الرئيسيين في مجال الأمن القومي- تأتي عادة لمناقشة السياسة على أعلى مستوى قبل تقديم توصيات إلى الرئيس.
وقد سبق هذا الاجتماع لقاء لنواب جميع أجهزة الأمن الوطني، يوم الأربعاء الماضي. كما ترأس نائب مستشار الأمن القومي جون فينر جلسة من هذا القبيل ركزت على قضايا الشرق الأوسط.
واليوم أيضا يتوقع أن يعقد وزير الخارجية توني بلينكين اجتماعًا افتراضيًا مع وزراء خارجية المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، لمناقشة عدة قضايا من بينها الملف الإيراني.
"ماكرون يتوسط "
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض نفسه كوسيط نزيه في القضية النووية، قائلا في مؤتمر عبر الفيديو من باريس لمركز أبحاث المجلس الأطلسي ومقره واشنطن، "نحن بحاجة ماسة لأن ننجز بالفعل مرحلة جديدة من التفاوض مع إيران ... سأقوم بكل ما في وسعي لدعم أي مبادرة من جانب الولايات المتحدة للانخراط مجددا في ... حوار، وسأكون هنا ... أسعى لأن أكون وسيطا نزيها وملتزما في هذا الحوار".
كما أضاف " الوقت حان لمفاوضات جديدة لأن إيران باتت أقرب إلى امتلاك سلاح نووي وهناك حاجة للتعامل مع برنامج الصواريخ الباليستية ودعم الاستقرار الإقليمي."
عودة متزامنة؟!
وكان دبلوماسيون أوروبيون وغربيون أفادوا سابقا بأن بريطانيا وفرنسا وألمانيا اقترحت تزامنا بين عودة إيران إلى الامتثال مقابل منافع اقتصادية.
لكن ليس من الواضح إن كانت واشنطن سترفع العقوبات دون أن تلتزم إيران أولا.
يذكر أنه عام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران، والذي كان يستهدف فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية وغيرها.
فيما قال خلفه الرئيس جو بايدن لاحقا، وبعيد انتخابه، "إنه إذا عادت إيران إلى الامتثال "الصارم" بالاتفاق، فإن الولايات المتحدة ستفعل ذلك أيضاً، مع النظر ببعض المسائل.