أعلن البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، أن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان أعرب للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن،عن قلق واشنطن من تقويض تماسك حلف الشمال الأطلسي "ناتو" وفعاليته جراء حصول تركيا على منظومة "إس 400" الصاروخية الدفاعية الروسية.
وبحث المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الثلاثاء، هاتفيًا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، عددًا من القضايا في أول اتصال بين تركيا وإدارة بايدن.
يذكر أن شراء تركيا منظومة إس-400 في تموز/يوليو قوبل باستياء كبير من قبل حلفائها في حلف شمال الأطلسي.
وأعربت الولايات المتحدة عن خشيتها من خرق معلومات تكنولوجية حساسة، في حال استخدام المنظومة مع معدات غربية، مثل مقاتلة إف-35 الجديدة.
وطلبت تركيا مئة طائرة طراز "إف-35" واستثمرت صناعاتها الدفاعية مبالغ طائلة في مشروع تطويرها، حتى استبعادها من البرنامج بسبب شراء إس-400.
مصدر القلق بالنسبة للولايات المتحدة ودول أوروبا
ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سولفان، تركيا بمصدر القلق بالنسبة للولايات المتحدة ودول أوروبا، وذلك في أول هجوم من إدارة الرئيس جو بايدن على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكانت إدارة بايدن قد دعت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاحترام قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، والإفراج عن زعيم الأكراد صلاح الدين دميرتاش، والمعارض التركي عثمان كافالا، في أول تصريحاتها عن تركيا، تركزت حول قضايا الحريات وحقوق الإنسان.
وقال موقع "صامان يولو" التركي، إن وزارة الخارجية الأميركية شددت على متابعة واشنطن لقضايا الحريات وحقوق الإنسان عن كثب، قائلة: "لا نزال نشعر بقلق بالغ، فهناك عدد من لوائح الاتهام الأخرى ضد المجتمع المدني والإعلاميين والسياسيين ورجال الأعمال في تركيا، إلى جانب احتجازهم المطول قبل المحاكمة".
وفي ضوء ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الإدارة الجديدة برئاسة بايدن، تحث تركيا على احترام هذه الحريات الأساسية، وإيجاد حل سريع وعادل لقضيتي كافالا ودميرتاش، مشيرةً إلى أن الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات، أمر "أساسي لأي ديمقراطية سليمة".
يجب أن يشعر أردوغان بقلق شديد للغاية
وقال مايكل روبين، المسؤول السابق في البنتاغون والباحث المقيم في معهد "أميركان إنتربرايز" لشبكة "سي إن بي سي" cnbc: "الشيء الوحيد الذي جعل العلاقة متماسكة على مدى السنوات العديدة الماضية هو علاقة ترمب الشخصية بأردوغان. ومع خروج ترمب، يجب أن يشعر أردوغان بقلق شديد للغاية، هذا لأن نقاط الصراع بين أنقرة وواشنطن كبيرة وواسعة، وهي نقاط تكشف عن مواقف متناقضة تجاه الجغرافيا السياسية والتحالفات والحكم".