وقال العلماء، الثلاثاء، إن نفس الطفرة تم اكتشافُها في سلالة كورونا التي تحورت في جنوب إفريقيا، مؤكدين أن هذه الطفرة تجعل المتعافين من كورونا عرضة للإصابة مرة أخرى، كما أنها تُقلل من فعالية اللقاحات.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" BBC عن العلماء القول إن الاختبارات على بعض العينات أظهرت تحوراً، يطلق عليه "إي 484 كيه"، تم رصده بالفعل في سلالتي جنوب أفريقيا والبرازيل من فيروس كورونا اللتين تعدّان مصدر قلق.
وأضاف العلماء أنه على الرغم من أن هذا التغير ربما يؤثر على فاعلية اللقاحات، من المفترض استمرار جدوى اللقاحات المستخدمة حالياً.
وفي واقعة جديدة أثارت حيرة وقلق الأطباء، ثبت أن سلالتين مختلفتين من تحور كورونا يمكن أن تصيبا الشخص ذاته في وقت واحد.
ففي البرازيل، ثاني أكبر دولة في عدد الإصابات، تم الكشف عن إصابة مزدوجة لدى شخصين.
وفي الحالة الأولى، ثبتت إصابة أحد المرضى بسلالتي كورونا تطورتا بشكل منفصل، ورُصدتا في ولايتين برازيليتين مختلفتين، وأطلق عليهما "P.1" و"P.2".
أما المريض الثاني، فقد كشفت الفحوص إصابته بسلالتي "P.2" التي ظهرت في البرازيل، و"B.1.91" التي رُصدت لأول مرة في السويد.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 2,237,990 شخصا في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استناداً إلى مصادر رسميّة الثلاثاء.
وتأكدت رسميا إصابة أكثر من 103,330,900 شخص في العالم بالفيروس منذ ظهور الوباء، وشُفي من بينهم ما لا يقل عن 62,861,600 شخص حتى الآن.
وتستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية، كما في روسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
وأضاف فاوتشي: "السلالات المتحورة المقلقة لم تحدث بعد. نحن نعرف ما حدث في جنوب إفريقيا ولدينا القدرة على التجاوب معها باللقاح المناسب، وهناك أيضا السلالة الموجودة ومنتشرة في بريطانيا وكاليفورنيا".
ومن جهته، كان مايك رايان، رئيس قسم الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، أكد أنه من الطبيعي أن تتعرض الفيروسات لتحورات في رمزها الوراثي، إلا أن ذلك ليس بالضرورة أن يعني بأن سلوك الفيروس سيتغير. فهذا يحدث طول الوقت بين البشر، "حيث إن لدينا رموزا وراثية مختلفة.. ولهذا نبدو مختلفين ونتصرف بطريقة مختلفة.. وهذا لا يعني أننا مختلفون جذرياً".
وبتطبيق تلك النظرية على فيروس كورونا، بحسب رايان، "فإن هذه السلالات المتحورة لا تختلف عن بعضها اختلافاً جذرياً ولا عن عائلة الفيروس الأصلي، لكنها ربما تختلف في الطريقة التي تلتصق فيها بالخلية البشرية، أو بطريقة تكاثرها بنجاح داخل الجسم البشري".
وأشار مدير الطوارئ في المنظمة الأممية أن ما لم يتغير هو "الطريقة التي ينتشر بها الفيروس"، لذا فإن كل الاجراءات الاحترازية التي يتم تطبيقها حول العالم هي أهم شيء.