فيما تروج وسائل إعلام الحرس الثوري لترشيح العميد سعيد محمد، قائد مقر خاتم الأنبياء - الذراع الاقتصادي للحرس الثوري- لانتخابات الرئاسة الايرانية في يونيو/حزيران 2021، أبرزت أوساط أخرى دور الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، مجددا.
ويحاول أحمدي نجاد العودة للساحة بخطاب مختلف حيث وجه رسالة مثيرة للجدل إلى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، دعاه فيها إلى "ايجاد تغييرات في السياسة الخارجية الأميركية".
الترويج لمجتبى خامنئي
كما سربت مصادر مقربة من أحمدي نجاد أنه التقى سرا مع مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى الإيراني، في اجتماع غير رسمي قبل حوالي أسبوعين.
وخلال الأسابيع الأخيرة، دعم مقربي أحمدي نجاد طرح تنصيب مجتبى خامنئي خلفًا لوالده كمرشد للنظام.
يذكر أنه في الآونة الأخيرة، انتشرت ملصقات في الشوارع من قبل مصادر غير معروفة تروج الى أن مجتبى خامنئي، هو المرشد القادم وقد دعم هذه التوجه أنصار أحمدي نجاد على وسائل التواصل الاجتماعي.
"غير مرغوب به"
ومع كل الدعاية لترشيح محمود أحمدي نجاد، الذي تولى الرئاسة لدورتين من 2005 إلى 2013 يتوقع مراقبون أن يرفض "مجلس صيانة الدستور" وهو أعلى هيئة رقابية تشرف على الانتخابات، ترشيحه، لأنه لا يزال "غير مرغوب فيه" في نظر المرشد.
ويقوم أنصار أحمدي نجاد من خلال بعض لوبيات النظام في الخارج من خلال عناصرها المتنفذة في وسائل الإعلام الدولية الترويج لاحمدي نجاد وإعادة تسويقه.
وقبل أيام أجرى أحمدي نجاد مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، نفى خلالها بأنه دعا سابقا إلى "تدمير إسرائيل" وادعى انه كان يقصد "تدمير بيئة التمييز والحرب".
كما دافع عن اتفاقيات السلام الموقعة بين اسرائيل وعدد من الدول العربية وقال أنها "فرضت واقعا جديدا على إيران".
استبعاد الإصلاحيين أخلى الساحة للعسكر
ووسط استبعاد الإصلاحيين من الانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو/حزيران 2021 كما جرى في انتخابات البرلمان في فبراير /شباط 2020 تنحصر المنافسة بين المتشددين والعسكر وسائر الحلقات الملتفة حول المرشد الإيراني الذي يريد حكومة " فتية وثورية" كما صرح في إحدى خطبه.
وكان البرلمان الإيراني قد أقر تعديلات الشهر الماضي، على قانون انتخابات رئاسة الجمهورية، ليمكّن أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام والمجلس الأعلى للأمن القومي، اللذين يهيمن عليهما المتشددون، من الترشح.
وفيما يتعلق بالعسكر، تروج وسائل إعلام الحرس الثوري الى أن سعيد محمد هو أكثر شخصية تنطبق عليها مواصفات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حول اختيار حكومة " فتية وثورية".
ويعتبر العميد سعيد محمد، قائد مقر خاتم الأنبياء (الذراع الاقتصادي للحرس الثوري) والبالغ من العمر 51 عامًا، مهندس الالتفاف على العقوبات حيث يتابع مشاريع تهريب النفط والاستثمارات في البنية التحتية الإيرانية لصالح الحرس.
الشعب غير مكترث بالانتخابات
لكن بالرغم من كل هذه الانتخابية المبكرة، تقول مصادر المعارضة أن تسريب هذه الاخبار كلها من أجل تسخين تنور الانتخابات لأن النظام يخشى عدم مشاركة الناس حتى بنسبة أقل من انتخابات البرلمان في فبراير 2020 الذي كان الأقل مشاركة منذ الثورة قبل أربعة عقود.
ويقول المعارضون إن النظام رغم القمع الدموي للانتفاضات الشعبية خلال السنوات الثلاث الماضي، يريد أن يضخ الأمل لدى الناس ويأتي بهم لصناديق الاقتراع بأي شكل من الاشكال وبمختلف الحيل ( كالإفراج عن قادة الحركة الخضراء مير حسين موسوي وكروبي مثلا) او السماح لترشح شخصيات جدلية تلبس ثوب المعارضة الداخلية، حسب وصفهم.