فيما لا يزال التوتر على أشده بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام عند بعض خطوط التماس في ريف حلب الشمالي، فضلا عن الحصار المتواصل من أكثر من 20 يوما على الرغم من الوساطة الروسية، بدأ النظام السوري ينتهج خططا جديدة.
فقد أطلقت أجهزته الأمنية حملة تحريض للأهالي والموالين للخروج في مظاهرة ضد الحصار المفروض عليها من قِبل "الأسايش" (قوات الأمن الداخلي الكردية) في مدينتي الحسكة والقامشلي اليوم الأحد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في حين حذرت "الإدارة الذاتية" لمناطق شمال وشرق سوريا الأهالي المقيمين في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في القامشلي والحسكة من الاقتراب من خطوط التماس بين الطرفين المتقاتلين..
حصار لأكثر من 20 يوما
ولا تزال قوى الأمن الداخلي الكردية تحاصر مناطق نفوذ النظام في الحسكة والقامشلي، لليوم 20 على التوالي.
وتتفاوت آثار هذا الحصار بين المدينتين، ففي الحسكة تتواجد قوات النظام ضمن بقعة جغرافية صغيرة وهي "المربع الأمني" بالإضافة إلى أجزاء من مناطق أخرى، وتفرض الأسايش هناك حصاراً كاملاً حتى على المدنيين وتمنع دخول وخروج أي أحد وأي بضائع ومواد استهلاكية.
أما في القامشلي فالوضع يختلف نظراً لتواجد النظام بمناطق أوسع وأشمل من الحسكة، وتتشارك قوات النظام مع الأشايس في عدد كبير من الأحياء والمناطق.
وفيما تفرض الأسايش في القامشلي حصارا على أجهزة النظام فقط، يتحرك المدنيون بحرية تامة ويشترون احتياجاتهم بحرية كبيرة لكن بكميات محدودة خشية تهريب المواد إلى قوات النظام المحاصرة.
لا طحين ولا محروقات في الشهباء
في المقابل، تحاصر قوات النظام بلدات وقرى عدة تسيطر عليها "قسد" في ريف حلب الشمالي، ضمن ما يعرف بمنطقة الشهباء، حيث منعت حواجز الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية إدخال الطحين والمحروقات والدواء، كما فرض إتاوات مالية كبيرة على سيارات الخضار مقابل إدخالها.
إلى ذلك، تقوم حواجز النظام في محيط حي الشيخ مقصود بالتدقيق في هوية المدنيين بشكل تعجيزي حيث تصل أرتال المدنيين إلى مسافات كبيرة وهي تنتظر الدخول.
مطالب قسد
وكان "محافظ الحسكة" التابع للنظام، والمحاصر ضمن المربع الأمني وصف مطالب قسد بالتعجيزية وغير المحقة، قائلاً: "رغم كل الظروف وممارسات قسد، تقدم المحافظة الطحين يومياً لجميع المواطنين، والموظفون يحصلون على رواتبهم من الدولة السورية وحتى أبناء تلك القوات يتعلمون في مدارس الدولة".
كما أكد أن المساعي الروسية لفك الحصار لم تأت بنتيجة لأن مطالب قسد غير محقة، معتبراً أن دمشق لا يمكن أن تحاور "خارجين عن القانون"، بحسب تعبيره
يأتي هذا على الرغم من دعوة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في مقابلة أمس مع العربية الروس للضغط على النظام لخلق حل سياسي في سوريا.
كما أشار إلى فشل كل الحوارات مع النظام حتى الآن، لافتاً إلى أن التوترات الأخيرة في القامشلي والحسكة تأتي كرد على ما تقوم به قوات النظام من اعتقالات وقمع للأكراد في مناطق الشهباء
على الرغم من ذلك، أكد أن سوريا الديموقراطية مستمرة بالعلاقات التجارية مع النظام وأنه ما يزال يمده بالنفط والكهرباء والقمح.
أما في ما يتعلق بالمطالب التي يسعون لتحقيقها، فلفت إلى "أنهم يريدون أن يكونوا جزءا من الجيش والدولة السورية"، بحسب قوله، دون إضافة تفاصيل أخرى.