في تناقض مع تصريحات مسؤولين آخرين، أكد وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، اليوم الجمعة، أن صادرات إيران النفطية ارتفعت في الأشهر القليلة الماضية، وأن مبيعاتها من المنتجات البترولية إلى المشترين الأجانب بلغت مستويات قياسية مرتفعة على الرغم من العقوبات الأميركية.
إلا أن زنغنه لم يكشف عن أرقام أو تفاصيل، بل اكتفى بالقول إن صادرات الخام ارتفعت في الآونة الأخيرة "كثيرا" على الرغم من العقوبات المشددة المفروضة منذ 2018، حين انسحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي.
وخلال الأشهر الماضية، شكا العديد من المسؤولين في البلاد من عجزهم عن بيع النفط.
تصريح سابق لنفس الوزير
والعام الماضي، أكد وزير النفط نفسه أنه "في الوقت الحالي، لا توجد دولة أجنبية مستعدة لتوقيع عقود معنا بشأن أي قضية (سواء شراء نفط أو تطوير حقول الغاز)، كما أنها لم تمدد العقود القائمة".
وأواخر 2019، كشف نائب وزير النفط الإيراني، أمير حسين زماني نيا، أن كل الدول التي حصلت على إعفاء سابق من الولايات المتحدة لشراء كمية محددة من واردات النفط ملتزمة بالعقوبات، ولم تشتر من طهران.
يذكر أن تقديرات تستند إلى تتبع الناقلات، كشفت أن صادرات إيران النفطية ارتفعت إلى 2.8 مليون برميل يوميا في 2018 لكنها انخفضت إلى 300 ألف برميل يوميا في 2020.
النفط وبقاء النظام
يشار إلى أن محللين يرون أن إيران كدولة ريعية تعتمد بشكل أساسي على النفط لا تستطيع الصمود طويلا خاصة إذا تهدد بقاء النظام بفعل الانهيار الاقتصادي وعودة الاحتجاجات الشعبية فضلا عن تقليص نفوذه الإقليمي وهذا ما سيعجل بتقديمه التنازلات تلو الأخرى.
قبل العقوبات الأميركية
يذكر أنه قبل العقوبات الأميركية، كان إنتاج إيران من النفط الخام حوالي 3.8 مليون برميل، منها 2.1 مليون برميل يتم تصديرها، بالإضافة إلى 400 ألف برميل من مكثفات الغاز يوميًا.
لكن إجمالي صادرات النفط الخام ومكثفات الغاز انخفض إلى 300 ألف برميل في الأشهر الأخيرة.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير صدر في 17 كانون الثاني (يناير) أن صافي دخل صادرات إيران النفطية ومنتجاتها النفطية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 بلغ 11 مليار دولار فقط.
وبحسب التقرير، حققت إيران صافي دخل بلغ نحو 67 مليار دولار في 2018 من تصدير النفط والمنتجات النفطية.
لكن في العام الماضي، سلمت إيران حوالي 80 ألف برميل من النفط يوميًا إلى الصين، بينما في عام 2019 كان هذا الرقم حوالي 300 ألف برميل، وفي عام 2018 حوالي 700 ألف برميل.
وتعد الصين الزبون الإيراني التقليدي الوحيد الذي يواصل شراء النفط علانية من إيران، لكن حجم وارداتها انخفض بشكل حاد.
كما تستورد كل من سوريا وفنزويلا وكلتاهما خاضعتان لعقوبات أميركية، النفط الخام والمنتجات النفطية من إيران، دون أن تدفع نقودا مقابلها.