تولى جو بايدن منصبه كرئيس للولايات المتحدة، أثناء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، والركود الاقتصادي العالمي فضلاً عن حالة انقسام في الداخل الأميركي.
يقول خبير صناعة الطاقة المخضرم ونائب رئيس شركة التحليلات IHS Markit، دان يرغين، إن أكثر المشاهد إثارة على المسرح العالمي ستكون علاقة واشنطن ببكين، حيث يتصادم أكبر اقتصادين في العالم على أسس أيديولوجية ونشاط عسكري وسلطة، فضلاً عن الاعتماد الاقتصادي المتبادل وتأثير تلك العلاقات على بقية العالم ما يجعل المخاطر عالية بصورة كبيرة.
وأشار يرغين خلال منتدى الطاقة العالمي الافتراضي لمجلس أتلانتيك يوم الثلاثاء، الذي استضافته شبكة "CNBC"، إلى أن "القضية الجيوسياسية الأولى هذا العام هي العلاقة بين الولايات المتحدة والصين"، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية.نت".
ونفي يرغين وجود تشابه بين هذا التوتير والحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، في ظل وجود ترابط قوي بين الاقتصادين المتناطحين هذه المرة، إلا أن دولاً أخرى قلقة بشأن الاضطرار إلى أن تكون في أحد جانبي الصراع".
وعبر قادة في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية عن قلقهم، وشددوا على معارضتهم للوقوع في وسط الخلافات بين اللاعبين العالميين.
ويعتقد يرغين أن اختيار بايدن لوزير الخارجية، أنتوني بلينكين، خلال جلسة التعيين في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء يعد تأكيد على أن "الرئيس ترمب كان محقا في اتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه الصين"، رغم تأكيده عدم الاتفاق مع أساليب ترمب، إلا أنه شدد على أن الصين تشكل التحدي الأكبر للولايات المتحدة.
وأدت سياسات ترمب تجاه الصين، بما في ذلك شن حرب تجارية أضرت بالنمو العالمي وأثرت على الشركات والصناعات في جميع أنحاء العالم، إلى دفع العلاقات بين البلدين إلى ما وصفه العديد من الخبراء بأنه أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة. كما منعت إدارته العديد من الشركات الصينية من ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة، بحجة المخاطر الأمنية.
طريقة مختلفة لسياسة واحدة
وأكد بايدن عزمه تحميل الصين مسؤولية دورها في انتشار فيروس كورونا. لكن على عكس ترمب، يؤمن بايدن بوجود تحالف متعدد الأطراف من الحلفاء المتشابهين في التفكير لمواجهة ما يعتبره تهديدات صينية وممارسات غير عادلة.
وخلال الحملة الرئاسية، تبادل بايدن وترمب الانتقادات اللاذعة في الإعلانات السياسية، واتهم كل منهما الآخر باللين مع الصين. لكن في حين أنه من المتوقع أن يحافظ بايدن على موقف متشدد تجاه الحزب الشيوعي الصيني، فمن المرجح أن تكون الأساليب بين الإدارتين ذات اختلافات كبيرة.
ومهما كانت تلك الاختلافات، فإن العواقب ستظل كبيرة - لأسباب ليس أقلها تراكم المعدات العسكرية في بحر الصين الجنوبي، الذي يضم أيضاً ثلث الشحن البحري في العالم.
وأوضح أنه "يمر كل يوم من النفط عبر بحر الصين الجنوبي بقدر ما يمر عبر مضيق هرمز. لذا فإن ما يحدث هناك مهم للغاية. هذا هو المكان الذي يوجد فيه اتصال عسكري مباشر بين الولايات المتحدة والصين. لذا، إذا كنت تبحث عن مكان يمكن أن يحدث فيه خطأ ما، فهو موجود، ومن المهم جداً فهم طبيعة موضوع هذا الصراع وما هي الاختلافات. لذا يجب مراقبته".