لا يزال الجدل حول سياسة رئيس البرلمان في تونس مستمرا. ففي انتقاد جديد لرئيس حركة النهضة، حذر القيادي المستقيل من الحركة والوزير السابق لطفي زيتون، رئيس البرلمان راشد الغنوشي من غضب شعبي يطيح به.
وقال زيتون في حوار مجلة "الشارع المغاربي" الثلاثاء، "نصحت الغنوشي بتجنب التعرض للموقف الذي تعرض له الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وألا يكون في مواجهة غضب شعبي"، معتبرا "أن الحركة برئاسته تحولت إلى طرف في الصراع"، بحسب تعبيره.
"اقرأ نبض الشعب"
كما أوضح قائلا "يجب قراءة النبض الشعبي بشكل دقيق وألا تكون النهضة في انفصام معه"، معتبرا "أن مشكلة البلاد عميقة جدا وكلما ازداد الوضع سوءا اقتربنا من الفوضى"، بحسب تعبيره
يشار إلى أن زيتون كان قدم نهاية أكتوبر الماضي، استقالته من الحركة، مؤكدا "أنها أضحت منشغلة بأمور حزبية لا تهم الشعب في الوقت الذي تعيش فيه تونس منعرجا خطيرا"، في إشارة إلى سعي الغنوشي لمواصلة ترؤسه للحركة في مخالفة صريحة للنظام الداخلي لحزبه، ما أثار حركة امتعاض كبرى وانقسام داخل الحركة نفسها.
خسارة مدوية
وكان الغنوشي تعرّض مطلع الشهر الجاري إلى خسارة مدوية داخل حزبه، بعد تراجع عدد داعميه وممثليه في المكتب التنفيذي، عقب انتخابات داخلية أطاحت بأبرز أذرعه وأهم القيادات الداعمة له وصعّدت من نفوذ الجناح المناهض له، وهو ما ينبئ بتغيرات واسعة داخل الحزب باتت تهدد عرش زعيم الحركة.
فقد انتخب مجلس شورى النهضة، مكتبا تنفيذيا جديدا من 17 عضوا، وأفرزت النتائج صعود قيادات من التيار المناهض للغنوشي الذي يطلق عليه "مجموعة الـ100"، بينما خسرت القيادات المحسوبة والمقربة منه مواقعها بعد فشلها في الحصول على العدد الكافي من الأصوات.
إلى ذلك، يواجه رئيس البرلمان مسعى جديدا من أجل سحب الثقة منه، تقوده رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي.