عاد الحزن مجدداً ليخيم على عشرات الأُسر الكندية والإيرانية، وغيرها من الجنسيات الأجنبية مع حلول الذكرى السنوية الأولى، لإسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة ركابٍ مدنية أوكرانية قُتِل فيها 176 راكباً من أبناء تلك العائلات فجر الثامن من يناير العام الماضي.
وبينما تتجنب عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية من المقيمين في إيران، الحديث لوسائل الإعلام خشية الرقابة من قبل السلطات في بلادهم، جددت 3 أسر أخرى رفضها للتعويضات المالية التي اقترحتها طهران عليهم، وهو ما فعلته كندا أيضاً يوم أمس.
وحمّل الكندي من أصلٍ كردي أمير ارسلاني، الذي فقد شقيقته وزوجها وابنتهما البالغة من العمر آنذاك عامٍ ونصف العام في الطائرة الأوكرانية، مسؤولية إسقاطها للسلطات الإيرانية، الأمر الذي فعله أيضاً شخصين آخرين تحفظا على ذكر اسمهما لوجود أفراد من عائلتهما داخل إيران.
محاكمة علنية
وقال ارسلاني لـ"العربية.نت": " مرّت سنة على كارثة إسقاط الطائرة، ومنذ الأيام الأولى رفضت طهران الاعتراف بالجريمة، لكنها تراجعت عن ذلك لاحقاً وأقرت بفعلتها البشعة، ومع ذلك لم تعلن حتى الآن وبشكلٍ رسمي عن اعتقال المسؤولين أو المتورّطين، وهو أمر نتمسّك به بشدّة".
كما أضاف: "نريد محاسبة الذين تسببوا بهذه المأساة، وعلى الرغم من ورود أنباء عن إجراء السلطات الإيرانية لتحقيقاتٍ أمنية مع شخصياتٍ لم تكشف عن هويتهم، لمسؤوليتهم في إسقاط الطائرة الأوكرانية ، لكننا نطالب بأن تكون محاسبتهم علنية في المحاكم، ولذلك رفضنا التعويضات المالية التي اقترحتها طهران، لتمسكنا بالعدالة".
لا نريد مالا بل عدالة"
وتابع: "لا تهمنا التعويضات المالية، نريد أن تأخذ العدالة مجراها"، مؤكداً: "نحن نعيش في كندا منذ سنواتٍ طويلة وأمورنا جيدة، ولهذا السبب لا نهتم بالتعويض المالي، ما يهمنا هو أن يتم محاسبة الذين تسببوا بهذه المأساة الكبيرة لنا ولعشرات الأسر الأخرى".
إلى ذلك، أشار إلى أن "كثير من الأسر التي فقدت أبنائها في الطائرة الأوكرانية، لديها مشاريع وأعمال تجارية في كندا وغيرها من الدول، وبالتالي هي ليست بحاجة لتلك التعويضات المالية أو على الأقل لا تتمسك بهذا الأمر بقدر ما تطالب بمحاسبة الذين تسببوا بقتل أبنائهم".
ولفت إلى أنه "من غير المعلوم حتى الآن الطريقة التي توصلت فيها طهران لدفع مبلغ 150 ألف دولارٍ أميركي على كل شخص فقد حياته في تلك الطائرة، لكننا بكل الحالات رفضنا هذا العرض، وأكرر نريد محاسبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة، لأننا لا نريد أن تتكرر مثل هذه الحادثة المؤسفة مرة أخرى".
فقد شقيقته وزوجها وابنتهما
وأوضح أن "رئيس وزراء كندا جاستن ترودو ووزراء آخرين في الحكومة الكندية تواصلوا معنا مجدداً لتقديم التعازي بحلول الذكرى السنوية لإسقاط الطائرة الأوكرانية، وهذا دعم معنوي كبير، لم تقدّمه السلطات الإيرانية لنا، ولذلك ينبغي عليها محاسبة الذين أصدروا أوامر إسقاط تلك الطائرة وكذلك الذين أطلقوا الصواريخ عليها، هكذا يجب أن تكون العدالة التي ننادي بها".
وكان ارسلاني فقد شقيقته "افين" التي كانت في عقدها الثالث وكذلك زوجها "هيفا مولاني" وابنتهما البالغة من العمر 16 شهراً "كُردية مولاني"، في الطائرة التي اسقطتها طهران يوم 8 يناير من عام 2019 الماضي.
وأمس رفضت كندا وبريطانيا وأوكرانيا وغيرها من الدول المعنية بهذا الملف قرار الحكومة الإيرانية بتحديد التعويضات المستحقة لأسر الضحايا، مؤكدة أن مثل هذا القرار لا تنفرد به طهران، بل يتم تحديده خلال مفاوضات بين الدول المعنية.
وكانت الحكومة الإيرانية صادقت في اجتماعها، الأسبوع الماضي، على دفع مبلغ 150 ألف دولار أو ما يعادله باليورو، عن كل ضحية من ضحايا الطائرة المنكوبة، التي أُسقِطت بصواريخ الحرس الثوري حينها.