أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّه سيلقي خطاباً في واشنطن، الأربعاء، أمام أنصاره الذين دعاهم للتظاهر احتجاجاً على جلسة يعقدها الكونغرس، في اليوم نفسه للمصادقة رسمياً على هزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، فيما تأهبت القوات الأمنية بينما تستعد المدينة لاحتجاجات يحتمل أن يتخللها أعمال عنيف.
وكتب ترمب في تغريدة على "تويتر": "سأتّحدث في تجمّع أنقذوا أميركا، غداً في إيلليبس في الساعة 11 بالتوقيت الشرقي (16:00 بتوقيت غرينتش)".
ودعا ترمب أنصاره إلى "المجيء باكراً" إلى ساحة إيلليبس الواقعة جنوب البيت الأبيض، مبدياً ثقته بأن "حشوداً ضخمة" ستشارك في هذه التظاهرة.
من جهته، قال الرئيس المنتخب إنّه سيلقي كلمة من معقله بمدينة ويلمنغتون في ولاية ديلاوير بعد اجتماع سيعقده مع فريقه الاقتصادي.
وعلى الرّغم من مرور أكثر من شهرين على الانتخابات، لا يزال الرئيس الجمهوري الذي تنتهي ولايته بعد أسبوعين يرفض الإقرار بهزيمته أمام خصمه الديموقراطي، متذرّعاً بأنّ الانتخابات "سُرقت" منه بواسطة عمليات تزوير كثيرة فشل في تقديم أيّ دليل على حصول أيّ منها.
ويُنتخب الرئيس الأميركي عن طريق الاقتراع العام غير المباشر وقد صدّقت الهيئة الناخبة في 14 ديسمبر على فوز بايدن في الانتخابات.
ويعقد الكونغرس جلسة للمصادقة على نتيجة تصويت الهيئة الناخبة (306 أصوات لبايدن مقابل 232 لترمب).
بيد أنّ هذه الجلسة التي لا تعدو كونها إجراء شكلياً في الأحوال العادية، يتوقّع أن تكون صاخبة هذه المرة، إذ تعهّد بعض حلفاء ترمب في مجلسي النواب والشيوخ الاعتراض على نتيجة تصويت الهيئة الناخبة، في خطوة قد تؤخّر عملية المصادقة على فوز بايدن لكنّها لن توقفها.
وتلبية لنداء ترمب، بدأت حشود من أنصاره بالتقاطر منذ الثلاثاء على العاصمة الفدرالية.
ورفع قسم من هؤلاء لافتات كتب عليها "أوقفوا السرقة"، العبارة التي يتّخذها أنصار ترمب شعاراً لهم منذ صدور نتائج الانتخابات التي جرت في 3 نوفمبر، والتي يعتقدون أنّها سرقت الفوز من مرشّحهم.
والثلاثاء استبقت المتاجر في وسط واشنطن التظاهرة المرتقبة بتثبيت ألواح خشبية كبيرة على نوافذها خوفاً من حصول أعمال شغب.
ولم تخف شرطة العاصمة قلقها من حدوث أعمال عنف، ولا سيّما من قبل جماعات يمينية متطرفة، وقد حذّرت من أنّها ستعتقل أيّ شخص تجد بحوزته سلاحاً.
ودعت عمدة واشنطن العاصمة إلى الهدوء في حين تم نشر حوالي 340 من عناصر الحرس الوطني بينما تستعد المدينة لاحتجاجات يحتمل أن تكون عنيفة تحيط بالتصويت المتوقع للكونغرس.
ووفقا لمسؤول دفاعي أميركي، قدمت العمدة موريل بوزر طلبا عشية رأس السنة الجديدة لإبقاء عناصر الحرس الوطني في الشوارع اعتبارًا من 5 يناير إلى 7 الشهر، من أجل المساعدة في تأمين الاحتجاجات.
كما قال المسؤول إنه من المقرر استخدام عناصر الحرس الوطني للتحكم في حركة السير وغيرها من أشكال المساعدة لكنهم لن يكونوا مسلحين ولن يرتدوا الدروع الواقية للبدن.
وخلال مؤتمر صحفي، عقد الاثنين الماضي، طلبت بوزر المواطنين بالابتعاد عن وسط العاصمة، وتجنب المواجهات مع أي شخص "يبحث عن قتال".
لكنها حذرت من أنه "لن نسمح للناس بالتحريض على العنف أو ترهيب سكاننا أو التسبب في دمار في مدينتنا".
وقال المسؤول الدفاعي الذي قدم تفاصيل شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المداولات الداخلية، إنه سيكون هناك حوالي 115 من عناصر الحرس الوطني في الخدمة في أي وقت بالمدينة.
وأضاف أنهم سيستخدمون لإنشاء نقاط مراقبة المرور في جميع أنحاء المدينة والوقوف مع عناصر شرطة المنطقة في جميع محطات مترو المدينة.
وفي السياق، قال القائم بأعمال قائد الشرطة روبرت كونتي إن قوات الحرس ستستخدم أيضًا في إدارة بعض الحشود.
وقال قائد الشرطة في العاصمة، روبرت كونتي، في مؤتمر صحافي بمجلس المدينة: "تلقينا بعض المعلومات عن أفراد يعتزمون إحضار أسلحة إلى مدينتنا، وهو أمر لن يتم التهاون معه"، مضيفا أنه سيتم اعتقال أي شخص يحمل سلاحا أو يثير العنف.