أغلقت صناديق الاقتراع في ولاية جورجيا الأميركية، الثلاثاء، ضمن جولات الإعادة لانتخاب ممثلي الولاية في مجلس الشيوخ، وتعتبر هذه الجولة مصيرية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث ستحدد الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ الأميركي.
فبعد حملة استثنائية شارك فيها حتى دونالد ترمب وجو بايدن، توجّه سكان جورجيا إلى صناديق الاقتراع لاختيار عضوي الولاية في مجلس الشيوخ، في انتخابات فرعية سيكون لها تأثير حاسم على ولاية الرئيس الديموقراطي الجديد.
وكتب المرشح الديمقراطي جون أوسوف على تويتر "مكاتب الاقتراع فتحت. ادلوا باصواتكم". ويأمل أوسوف مع رافاييل وارنوك بإحداث مفاجأة وجعل الديمقراطيين يمسكون بزمام مجلس الشيوخ.
من جهته، صرح السناتور الجمهوري المنتهية ولايته ديفيد بيردو الذي يخوض المعركة الى جانب زميلته كيلي لوفلير لشبكة "فوكس نيوز" بأن "مستقبل بلادنا على المحك، إنه خط الدفاع الأخير عن طريقة عيشنا".
والمعركة الانتخابية حامية والنتائج النهائية قد لا تعلن قبل أيام عدة. وتم إنفاق نحو 832 مليون دولار في هذه الحملة الانتخابية، وفق مركز "ريسبونسيف بوليتيكس" المستقل.
تداعيات هائلة على بايدن
وستكون لنتائج انتخابات ولاية جورجيا تداعيات هائلة على قدرة الرئيس المنتخب، جو بايدن، على تمرير جدول أعماله التشريعي بشأن مسائل مثل الوباء والرعاية الصحية والضرائب والطاقة والبيئة.
وجورجيا ولاية جمهورية الانتماء إجمالا، لكنها صوتت بفارق ضئيل لمصلحة بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي.
ويسيطر الجمهوريون حاليا على مجلس الشيوخ، المكون من 100 عضو، بواقع 50 من الجمهوريين مقابل 46 ديمقراطيين وعضوين محسوبان على الديمقراطيين. وفي حال أراد الجمهوريون تجنب خسارة الأغلبية، فعليهم على الأقل الفوز بمقعد واحد في انتخابات جورجيا كي يتمكنوا من امتلاك القدرة على تعطيل سياسات الرئيس وقراراته خلال السنوات الأربع المقبلة.
ولم يحصل أي من المرشحين على الغالبية في الاقتراع الذي جرى في الثالث من نوفمبر الماضي، ودعي ناخبو جوروجيا إلى صناديق الاقتراع للجولة الثانية.
ولم يتمكن أي من المرشحين الأربعة الحصول على نسبة 50 في المئة اللازمة للفوز كما تنص قوانين الولاية، لكن في جولة الإعادة لن يتم النظر لهذه النسبة، لأن المرشح لا يحتاج سوى للفوز على منافسه بأية نتيجة كانت.
وبدأ التصويت المبكر في الولاية المحافظة الواقعة في جنوب شرق البلاد في 14 من ديسمبر، وحتى الآن تشير نتائج الاستطلاعات إلى تقدم طفيف (نصف نقطة) للمرشح الجمهوري ديفيد بيرديو على منافسه الديمقراطي جون أوسوف.
ومن الصعب بالتالي التكهن بنتيجة هذا السباق، ولا سيما في ظل استطلاعات نادرة تظهر أن النتائج متقاربة.
وعقب هذه الانتخابات الفرعية، سيجتمع الكونغرس لتسجيل تصويت الناخبين رسميا لصالح جو بايدن (306 مقابل 232 من أصوات كبار الناخبين). وإن كانت نتيجة هذا الإجراء الدستوري الذي عادة ما يكون مسألة شكلية بسيطة، ليست موضع شك، إلا أن سعي حملة دونالد ترمب لإبطال نتائج الانتخابات تضفي على هذا اليوم طابعا خاصا.
ورغم اعتراف بعض الشخصيات الجمهورية البارزة ومن بينها زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أخيرا بفوز جو بايدن، فما زال بإمكان ترمب الاعتماد على الدعم الراسخ لعشرات البرلمانيين.
في مجلس النواب كما في مجلس الشيوخ، وعد هؤلاء بالتعبير عن اعتراضاتهم الأربعاء، وإعادة طرح مزاعم التزوير داخل مبنى الكابيتول.
ووجه ترمب تحذيرا مبطنا إلى نائبه مايك بنس الذي يقع على عاتقه إعلان جو بايدن فائزا في الرئاسة الأميركية. وقال "آمل ألا يخيب نائب رئيسنا العظيم آمالنا" مضيفا "إذا خيب آمالنا، فسأحبه بقدر أقل".
في الشارع، يتم الاستعداد لتظاهرة كبيرة لدعم ترامب في واشنطن.
مظاهرات احتجاج يشجع لها ترمب
وبالتزامن، تم نشر حوالي ثلاثمئة واربعين من عناصر الحرس الوطني في واشنطن، بعد دعوة الرئيس الأميركي أنصاره للتظاهر فيها اعتراضا على التصديق المتوقع لفوز بايدن في انتخابات الرئاسة.
وقد فعلت مدينة واشنطن ثلاثمئة و اربعين عضوا من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة في الاستجابة للتظاهرات المعارضة لنتائج الانتخابات و المجدولة ليوم الاربعاء. الرئيس ترمب غرد مشجعا مؤيديه على حضورها. الموعد يتزامن مع الخطوة الاخيرة في المصادقة على نتائج الانتخابات في الكونغرس.