أظهرت مكالمة مسربة ضجت بها معظم وسائل الإعلام الأميركية خلال الساعات الماضية، طلب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، خلال محادثة هاتفيّة مع مسؤول كبير أن "يجد" له بطاقات الاقتراع اللازمة من أجل أن يتمكّن من قلب هزيمته في الانتخابات بولاية جورجيا، في خطوة أثارت ضجّة سياسيّة في واشنطن، ويبدو أنها تنبئ بأسبوع صاخب.
وبحسب تسجيل للمكالمة تمّ من دون علمه، قال ترمب لرافنسبرغر "لا ضير من القول إنّكَ أعَدتَ إحصاء" الأصوات.
كلّ ما أريده.. هو إيجاد 11780 صوتًا"
كما أضاف "كلّ ما أريده، هو إيجاد 11780 صوتًا (...) لأنّنا فزنا بهذه الولاية"، على الرغم من أنّ فوز الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، في جورجيا بفارق نحو 12 ألف صوت كان قد تمّ تأكيده من خلال عمليّة إعادة فرز وتدقيق.
ومكرّرا اتّهاماته بحصول عمليّات تزوير، برّر الرئيس الجمهوري مطلبه هذا قائلاً إنّه مقتنع بأنّ الانتخابات "سُرقت" منه.
إلى ذلك، توجّه ترمب لرافنسبرغر بلهجة لم تخلُ من التهديد، قائلاً "أنت تعرف ما فعلوه ولا تتحدَّث عنه: إنّها جريمة. إنّها مخاطرة كبيرة بالنسبة إليك".
غير أنّ رافنسبرغر لم يتراجع عن موقفه وقال "نعتقد أنّ أرقامنا صحيحة".
ضغوط "مستهجنة"
في المقابل، سارع المعسكر الديمقراطي إلى التنديد بما اعتبر أنّها ضغوط "مستهجنة". وقال النائب آدم شيف إنّ "ازدراء ترمب للديمقراطيّة قد كُشِف".
كما سادت حال من الاضطراب أيضًا صفوف الجمهوريين. ودعا النائب آدم كينزينجر أعضاء حزبه إلى عدم السير مع الرئيس في حملته هذه، قائلا "لا يمكنكم فعل ذلك بضمير مرتاح".
جلسة حافلة للكونغرس
يأتي ذلك في وقت تولّى الكونغرس الأميركي الجديد مهامه في واشنطن، الأحد، وسط أجواء مشحونة في ظل ترقب حسم هوية الغالبية في مجلس الشيوخ وجلسة يُتوقع أن تكون حافلة الأربعاء، على جدول أعمالها المصادقة على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.
كما أعيد انتخاب الديمقراطيّة، نانسي بيلوسي، رئيسةً لمجلس النواب الأحد بغالبية ضئيلة خلال الجلسة الأولى للكونغرس، التي أظهرت انقسامات عميقة.
غالبيّة معلّقة
يشار إلى أن الغالبية في مجلس الشيوخ الذي بدأ دورته الجديدة، ما زالت الغالبية معلّقة بانتظار انتهاء الانتخابات المقررة الثلاثاء في جورجيا. ولكي يعود هذا المجلس إلى سيطرة الديمقراطيين، يتعين على مرشحَيهم الفوز بمقعدَي الولاية، في رهان يبدو صعباً.
ومن المقرر أن يتوجّه ترمب وبايدن إلى الولاية اليوم الاثنين لدعم المتنافسين.
وقالت السيناتور الجمهورية، كيلي لوفلر (50 عاما)، التي تأمل في الحفاظ على مقعدها في مواجهة المرشح الديمقراطي القس الأسود، رافايل وارنوك (51 عاما)، في تصريح لشبكة "فوكس نيوز"، إنّ "مستقبل البلاد يتقرر هنا، في جورجيا، من خلال بطاقات اقتراعنا". وأضافت "إنّه خيار بين حرياتنا والاشتراكية"، مستعيدة بذلك حجة الجمهوريين في هذا السباق: التحذير من هيمنة اليسار على السلطة.
من جهته، قال المرشح الديمقراطي، جون أوسوف، (33 عاماً) الساعي إلى إلحاق هزيمة بالسيناتور الجمهوري ديفيد بيرديو (71 عاما)، في تصريح عبر شبكة "سي إن إن"، "نحن على وشك تحقيق نصر تاريخي بعد أربع سنوات شابها انعدام الكفاءة بشكل فادح والعنصرية والكراهية والوصم".
وكان الرئيس المنتهية ولايته غرّد مراراً في الأيام الأخيرة حول جورجيا. ولم يكن هدفه دعم مرشحَي حزبه بقدر ما أراد التنديد بـ"عمليات احتيال" قال إنّها واسعة النطاق وحرمته الفوز بهذه الولاية الجمهورية تقليدياً.