بعد أربع سنوات ونصف من مسلسل بريكست الطويل والمليء بالتحوّلات، خرج البريطانيون نهائيا من الاتحاد الأوروبي، وبدأوا فتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد وسط أزمة كبيرة تشهدها المملكة المتحدة.
فبعد نصف قرن من الاندماج ضمن الاتحاد الأوروبي، وعند منتصف الليل في بروكسلوعلى وقع ساعة بيغ بن أصبح بريكست واقعا بمفعول كامل بعدما خرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير الماضي لكنها اعتمدت مرحلة انتقالية لتخفيف تبعات هذا القرار.
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس أن خروج المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة يشكل "لحظة رائعة"، مؤكدا أن بلاده ستكون "مفتوحة وسخية ومنفتحة على الخارج".
وقال جونسون في كلمته لمناسبة حلول السنة الجديدة "إنها لحظة رائعة. لقد باتت حريتنا بين أيدينا ويعود الينا أن نستفيد منها الى أبعد حدود".
وتحدث جونسون عن مساحة من الأمل في أزمة فيروس كورونا خصوصا بعدما بدأت حملة التلقيح التي تشمل اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد في بريطانيا بالتعاون مع مجموعة "أسترازينيكا" ومقرها كامبريدج.
وقال إنه ما زال هناك "نضال شاق" بعد ظهور سلالة جديدة من المرض في بريطانيا مضيفا "عندما تشرق الشمس غدا في 2021، سنكون متيقنين من أننا نملك اللقاحات المصنوعة في مملكة باتت حرة في القيام بالأمور بطريقة مختلفة، وربما إذا دعت الحاجة أفضل مما يقوم به أصدقاؤنا في الاتحاد الأوروبي".
وقال "نحن أحرار في عقد صفقات تجارية في كل أنحاء العالم. ولدينا حرية في تفعيل طموحنا في أن نصبح قوة علمية عظمى" مشيرا إلى الطموحات في العلوم الحيوية والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البطاريات والرياح.
وتابع أن بريطانيا ستعمل مع شركاء في كل أنحاء العالم لأنها تترأس مجموعة الدول السبع وقمة الأمم المتحدة السادسة والعشرين لتغير المناخ العام المقبل. كما دعا إلى وحدة داخلية بين الدول المنقسمة في المملكة المتحدة بعد التوترات التي كشفها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف "أعتقد أن غريزة شعوب هذا البلد ستدفعها إلى أن تجتمع معا كمملكة المتحدة، إنكلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية، للعمل معا والتعبير عن قيمنا في كل أنحاء العالم".
وكان جونسون وقع الأربعاء، اتفاق التجارة لمرحلة مع ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفا توقيعه إلى توقيعات قادة الاتحاد بعد أن جرى نقل الوثيقة من بروكسل إلى لندن.
ويحدد اتفاق التجارة، الذي جرى الإعلان عنه في 24 ديسمبر كانون الأول، بنود العلاقة الجديدة لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي في أعقاب طلاقهما في وقت سابق هذا العام.
ودخل حيز التنفيذ اعتبارا من أول يناير كانون الثاني، ليحل محل ترتيب انتقالي كان يستمر بموجبه تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي على بريطانيا.