أكمل مسؤولو وزارة الخارجية اقتراحاً لتصنيف دولة كوبا على أنها راعية للإرهاب، وذلك في خطوة من الوزارة من شأنها أن تعقد خطط إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن القادمة لتخفيف الضغط الأميركي المتزايد على هافانا.
ومع بقاء 3 أسابيع على يوم التنصيب، يتعين على وزير الخارجية، مايك بومبيو، أن يقرر ما إذا كان سيوقع على الخطة أم لا، ووفقاً لمسؤولين أميركيين فإن هذه ستكون بمثابة خطوة شكر للأميركيين الكوبيين وغيرهم من اللاتينيين المعادين للشيوعية في فلوريدا، والذين دعموا بقوة الرئيس ترمب ورفاقه الجمهوريين في انتخابات نوفمبر.
كما من غير الواضح ما إذا كان بومبيو قد قرر المضي قدماً في التصنيف أم لا، لكن الديمقراطيين وخبراء السياسة الخارجية يعتقدون أن الرئيس ترمب وكبار مسؤوليه حريصون على إيجاد طرق لتقييد بداية الرئيس المنتخب بايدن في منصبه وجعل الأمر أكثر صعوبة على بايدن.
الصين وإيران أيضاً
يشار إلى أنه وفي الأسابيع الأخيرة، سعى مسؤولو ترمب أيضاً إلى زيادة الضغط والعقوبات الأميركية على الصين وإيران.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز، إن اكتشاف أن دولة ما قدمت دعماً متكرراً لأعمال مصنفة على أنها إرهاب دولي في وزارة الخارجية يؤدي تلقائياً إلى فرض عقوبات أميركية ضد حكومتها.
تحرك سريع!
وإذا أضيف إلى القائمة فإن كوبا ستنضم إلى 3 دول أخرى فقط وهي إيران، وكوريا الشمالية، وسوريا.
ويمكن لإدارة بايدن التحرك بسرعة لإخراج كوبا من القائمة، لكن القيام بذلك سيتطلب أكثر من جرة قلم رئاسي.
كما سيتعين على وزارة الخارجية إجراء مراجعة رسمية وهي عملية قد تستغرق عدة أشهر.
بدورها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميريكية إن الوكالة لا تناقش "المناقشات المحتملة" بشأن تصنيفات الإرهاب ولم يعلق البيت الأبيض.
فيما هاجم الديمقراطيون يوم الثلاثاء اقتراح تسمية كوبا راعية للإرهاب، وانتقدوا ما وصفوه بتغيير السياسة الخارجية والتي تحد بشكل غير عادل من توجهات فريق بايدن القادم.
أوباما أول رئيس
ورفعت وزارة الخارجية كوبا من قائمة رعاة الإرهاب في عام 2015، بعد أن أعلن الرئيس السابق باراك أوباما تطبيع العلاقات بين واشنطن وهافانا لأول مرة منذ الثورة الشيوعية في البلاد عام 1959، والتي وصفها بأنها من مخلفات الحرب الباردة.
بالمقابل، تعهدت كوبا بالإصلاح السياسي والاجتماعي، وأسقط أوباما العقوبات الاقتصادية كما خفف القيود على السفر والتجارة، وأعاد فتح سفارة في هافانا لأول مرة منذ عقود.
وفي عام 2016، أصبح أول رئيس أميركي يزور الجزيرة في التاريخ الحديث.
يذكر أن إدارة ريغان كانت قد أضافت كوبا لأول مرة إلى قائمة الإرهاب عام 1982، لدعمها المتمردين اليساريين في أميركا اللاتينية.
وخلال عهد أوباما، استشهدت بها وزارة الخارجية على أنها "ملاذ آمن" للانفصاليين الباسك والمتمردين الكولومبيين، لكن مسؤولي إدارة أوباما خلصوا في النهاية إلى عدم وجود تهديد إرهابي من الباسك، ولا من المتمردين الكولومبيين الذين انضموا إلى محادثات السلام في هافانا، التي أدت إلى اتفاق سلام عام 2016 مع حكومة كولومبيا.