مازالت عملية القبض على محمود عزت، القائم بعمل مرشد جماعة الإخوان في مصر، تكشف عن معلومات مهمة وتفاصيل خطيرة تؤكد أن جماعة الإخوان كانت بمثابة "مافيا دولية" وتنظيم عنكبوتي متشعب ومتغلغل في كافة مناحي الحياة الاقتصادية في مصر، وبعض البلدان العربية، ووصلت قيمة أصول استثماراته وممتلكاته التي تم حصرها حتى الآن داخل مصر ما يقارب 300 مليار جنيه.
وكشفت معلومات، حصلت عليها "العربية.نت"، أن مجموعة من رجال الأعمال الذين يقومون بتوظيف أموال الجماعة وتمويل أنشطتها من عائدات تلك الأموال، كان بعضهم ينتمي للتنظيم فعليا والبعض الآخر من الموالين له، ويديرون استثمارات الجماعة مقابل تقاسم الأرباح بين الجماعة وبينهم. كان من بينهم صفوان ثابت، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الألبان الكبرى، والسيد السويركي، صاحب سلسلة محلات ملابس شهيرة أيضا، وسمير تحسين عبدالحليم عفيفي، صاحب إحدى شركات الأقطان وشركة للوجيستيات المتطورة حصلت على حق تنفيذ بعض المشروعات في ميناء الدخيلة بالإسكندرية، فضلا عن خالد الأزهري، وزير القوى العاملة الأسبق، وحاتم عبداللطيف، وزير النقل الأسبق في عهد الإخوان.
وتبين أن أحد القيادات الإخوانية، ويدعي محمد أحمد فوزي القاضي، يدير شركة تحمل اسم "الهدي الإسلامي للخدمات التعليمية"، يقع مقرها في الشطر التاسع بمنقطة المعادي الجديدة، وتدير عدة مدارس خاصة مملوكة بالكامل لجماعة الإخوان. وبعد التأكد من المعلومات، صدر قرار من لجنة التحفظ وإدارة أموال الإخوان بالتحفظ على جميع الأموال المنقولة والسائلة والعقارية المملوكة للشركة، وأبناء القيادي الإخواني وهم عبدالرحمن وأحمد ومريم وعاصم.
وكشفت المعلومات أن جماعة الإخوان تستحوذ على حصة كبيرة في أسهم شركة "ماي واي" لمستحضرات التجميل، والتي يديرها شقيقان هما مصطفى منصور عبدالرحمن أبو عوف، ومحمد منصور عبدالرحمن أبو عوف، وتم التحفظ على أموالهما. وتبين أن الشركة تمتلك 3 مصانع و140 فرعا، ويعمل بها 3 آلاف موظف وموظفة، فضلا عن 140 ألف شاب وفتاة للتسويق مقابل عمولة.
كما عُثر على أوراق تثبت ملكية الإخوان لأسهم في شركات مواد غذائية في منطقة العاشر من رمضان باسم عبدالباسط السيد حسين هلال، وهو من قيادات الإخوان في محافظة الشرقية، ويقيم في قرية سلمنت بمدينة بلبيس. كما تبين وجود شركة باسم "الشركة العربية للقنوات الفضائية"، وتخضع ملكيتها لجماعة الإخوان، وكانت باسم الداعية صفوة حمودة حجازي رمضان، ومقرها بمدينة 6 أكتوبر.
ووفقا للمعلومات، فقد تبين أن جماعة الإخوان كانت ومازالت تستثمر أموال حركة حماس في عدة شركات بمصر وخارجها، مقابل نسبة 30% للحركة، وتكشف من المعلومات أن قيادات حماس كانت تحصل على تبرعات لدعم أنشطتها، فضلا عن تبرعات أخرى تجمعها لمساعدة سكان القطاع، خلال لقاءات واجتماعات تقام لهذا الغرض في عدة دول عربية، منها سوريا والجزائر، إضافة لمساعدات تتلقاها من إيران، وتقوم بضخ نسبة 60% من أموال هذه التبرعات في خزينة التنظيم الدولي للإخوان لاستثمارها من جانب الجماعة، فيما توزع نسبة الـ40% على قيادات الحركة، على أن تقوم جماعة الإخوان بتخصيص نسبة 30% من الأرباح لحماس.
ولم تعثر أجهزة الأمن المصرية على أي أوراق أو وثائق في مصر تثبت تخصيص نسبة من الأسهم أو الشركات التابعة للإخوان لحركة حماس، لكن رصدت وجود بند في لائحة داخلية خاصة بإدارة شركات الجماعة يفيد تخصيص نسبة 30% من أرباح الشركات للحركة. فيما تبين أن قيادات الحركة أنشات شركات خاصة في سوريا إبان وجود المكتب السياسي للحركة بها، وإيران، وتركيا، وماليزيا، والسودان خلال عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
ثبت أيضا من المعلومات والأوراق وجود أسهم وحصص في شركات الإخوان وأنشطتها الاقتصادية باسم داعية شهير، وأن الداعية كان يحصل على نسبة 20% من أرباح هذه الأسهم. وفي إحدى المرات اكتشفت إدارة الشركات التي بها حصص الداعية رسالة إلكترونية على طريق الخطأ من سيدة لبنانية، ثم تبين أنه اشترى فيلا باسمها في منطقة المعمورة بالإسكندرية من أرباحه في شركات الإخوان.
وكشفت المعلومات وجود حصص أخرى باسم إعلامي شهير يقيم في الخارج، شيد من عائد نسبته في أرباح شركات الجماعة قصرا منيفا بمنطقة التجمع الخامس شرق القاهرة، وخصص في الطابق الأراضي منه قاعة مؤتمرات فخمة، كانت تعقد فيها اجتماعات قيادات الإخوان عقب ثورة يناير للتخطيط للتظاهرات وتحركات الجماعة للضغط على المجلس العسكري الحاكم.
ما تكشّف أيضا من التحقيقات والمعلومات، حول أنشطة وشركات واستثمارات الإخوان، وجود حصص باسم داعية كبير وشهير يقيم في الخارج، وكذلك حصص لأبنائه، وكان يزور مصر على فترات، وتزوج من سيدتين في عمر أبنائه، وكانت نفقاتهم ومخصصاتهم تسدد من عائدات أرباح أسهمه في حصص شركات الجماعة.
كما تبين وجود حصص مالية في شركات الجماعة بأسماء قيادتين من المكتب الإداري للإخوان بمحافظة الغربية، كانا ينفقان من عائدات أرباحهما على الزواج بفتيات صغيرات السن، وتطليقهن بعد ذلك وسداد مستحقاتهن من النفقة ومؤخر الصداق بعد ذلك. كما تبين أن هناك حصصا باسم قيادة بالمكتب الإداري للجماعة بمحافظة بني سويف. وكانت مقربة لمرشد الإخوان محمد بديع ومن عائدها أقام مشروعات خاصة لنفسه بعيدا عن أموال التنظيم.