في محاولة لغسل السمعة بعد الاختراقات الفاضحة للاستخبارات الإيرانية في عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، إن اغتيال فخري زاده تم باستخدام "الأقمار الصناعية"، مضيفًا أن الاغتيال الذي يتم بهذه الطريقة "لا يمكن أن يشوه سمعة أمننا".
تحكم بالرشاش عبر القمر الصناعي
ونشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) تصريحات رمضان شريف هذه التي جاءت خلال مراسم عامة في مدينة بندر عباس، مساء أمس السبت، فيما رفض المتحدث باسم الحرس الثوري الإدلاء بمزيد من التفاصيل في هذا الخصوص.
كما أكد على نفس الرواية، نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي، الذي قال إن اغتيال فخري زاده جرى عن طريق التحكم برشاش عبر القمر الصناعي والإنترنت، وإطلاق 13 رصاصة، كما تم استخدام كاميرات متطورة وذكاء اصطناعي.
رواية أبناء القتيل
بينما، قال أبناء العالم النووي الإيراني القتيل، إن والدهم أصيب بأربع أو خمس رصاصات خلال عملية اغتياله، في مقابلة بثتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، أمس الجمعة.
وبدا أن روايتهما عن معركة بالأسلحة النارية تتناقض مع مزاعم المسؤولين الإيرانيين بأن فخري زاده قُتل بسلاح إسرائيلي الصنع يتم التحكم فيه عن بعد بواسطة الأقمار الاصطناعية. ورأى المنتقدون لهذه المزاعم الإيرانية أنها مجرد ذريعة للنظام الإيراني كي يتنصل من المسؤولية عن عدم تجنب وقوع عملية الاغتيال، وعدم التمكن من إلقاء القبض على القتلة.
وكانت قناة "العالم" الإيرانية، أول من ذكرت فرضية "التحكم عبر الأقمار الصناعية" في تنفيذ الاغتيال، نقلا عن مصدر مطلع، وأكدت قناة "العالم" أيضًا أن هذا السلاح صنع في إسرائيل.
كما كانت وكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري الإيراني قد أكدت بعد يومين من الحادث، أن إطلاق النار على سيارة العالم النووي، محسن فخري زاده، تم "بشكل آلي، عن طريق التحكم عن بُعد في سلاح تم زرعه في مكان الاغتيال، ولم يكن هناك أي وجود بشري".
اختراق استخباراتي
وقال رمضان شريف إن الحكومة الإسرائيلية كانت تسعى إلى "اغتيال" فخري زاده، منذ 21 عامًا، وأن إيران "قامت بحمايته" على مدار هذه السنوات.
ولفت شريف إلى أنه خلال هذا الحادث لم يتم التطرق بشكل مطلوب إلى روح التضحية التي كان يتمتع بها رئيس فريق حراسة فخري زاده، حيث كان ذلك الحارس يحاول حماية فخري زاده بنفسه في مسرح الاغتيال.
يشار إلى أن محسن فخري زاده هو أحد كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، وقد كان يشغل منصب رئيس منظمة الأبحاث والابتكار التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة. ويعتبر أحد أبرز الشخصيات وأكثرها نفوذا في البرنامج النووي الإيراني، وقد تم إدراج اسمه على قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقد تم اغتيال فخري زاده خلال عملية تم تنفيذها يوم 27 نوفمبر في منطقة آبسرد بمدينة دماوند.