أعلن القائد العسكري الأميركي في القيادة الأميركية لأميركا الوسطى والجنوبية، يوم الأربعاء، أن إيران أرسلت أسلحة ونشطاء شبه عسكريين لمساعدة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في الحفاظ على قبضته على السلطة، وفق ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وقال الأدميرال كريج فالر، قائد القيادة الجنوبية الأميركية للصحافيين: "نرى نفوذًا إيرانيًا متزايدًا هناك"، مشيرًا إلى الوجود "المقلق جدا" لأفراد عسكريين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
واستخدمت طهران القوة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاء ووكلاء أجانب آخرين. وقال الأدميرال فالر إن الآلاف من الكوبيين من جهاز المخابرات وقوة الحراسة في البلاد تحمي مادورو. وأضاف أن المئات من الروس لعبوا دورًا فعالًا في تقديم الدعم "لإبقاء العناصر الرئيسية في جيش مادورو جاهزة بما يكفي".
وتأتي تعليقات الأدميرال فالر بشأن إيران وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، وتمثل هذه التصريحات حالة نادرة لاتهام مسؤول عسكري أميركي رفيع إيران علانية بشحن أسلحة إلى فنزويلا.
وقال إن الولايات المتحدة بذلت جهودًا كبيرة في محاولة التمييز بين الشحنات الإنسانية والشحنات التي تتعارض مع العقوبات الدولية.
وأضاف: "نحن قلقون بشأن ما نراه، الأمر لا يتعلق بشحنات النفط فقط، إنها شحنات الأسلحة أيضًا. شهدنا ارتفاعًا طفيفًا في هذا العام. نحن نراقب معدل التغيير بعناية شديدة".
ولم يحدد الأدميرال فالر الأسلحة التي تقول الولايات المتحدة إنها رصدتها. وفي سبتمبر، فرضت وزارة الخارجية عقوبات على وحدة دفاع إيرانية قالت إن لها صلات بنظام مادورو، فيما أعلن مسؤولون أميركيون أنها محاولة لردع مبيعات الأسلحة التقليدية، بما في ذلك الطائرات العسكرية والقوارب والدبابات.
وتربط إيران وفنزويلا علاقات دبلوماسية منذ فترة طويلة، لكن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد البلدين شجعتهما على تعزيز العلاقات. وبعد أن تعرضت إيران لضغوط من حملة "الضغط الأقصى" التي يشنها الأميركيون، كانت تسعى بشدة إلى بيع منتجاتها البترولية.
وذكر مسؤولون أميركيون وغربيون أن طهران تقايض وقودها بنفط فنزويلا الذي باعته عبر السوق السوداء.
وأضافوا أن إيران تلقت أيضا أموالا من الذهب من ودائع فنزويلا الضخمة، مما يعطي لطهران سلعة يصعب على مراقبي العقوبات تتبعها.
وعطلت الولايات المتحدة بعض شحنات الوقود هذه، لكن محللين في فنزويلا يقولون إن عمليات التسليم مستمرة. وغالبًا ما تكون الأساطيل مصحوبة بسفن بحرية إيرانية، بما في ذلك سفينة استخبارات يذكر المسؤولون الأميركيون أنها استخدمت لنقل الصواريخ إلى وكلاء إيران في الشرق الأوسط.
كما أعادت شركة "ماهان إير" الإيرانية، وهي شركة طيران فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها لنقل رجال وأموال وأسلحة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي، استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، وفقًا للشركة وبيانات تتبع الرحلات الجوية.
في وقت سابق من هذا العام، أنشأ تكتل إيراني مملوك للجيش الإيراني ومرتبط ببرنامج الصواريخ الخاص به موطئ قدم للبيع بالتجزئة في فنزويلا، وفقًا لمسؤولين غربيين وسجلات تفصيلية عن هذه الخطوة.
ويرى مسؤولون أميركيون أنه بالإضافة إلى توفير وسيلة محتملة للتهرب من العقوبات، فإن العلاقات قد تكون وسيلة لطهران لتصدير الخبرة والتكنولوجيا العسكرية.
وهناك مصدر قلق آخر للولايات المتحدة هو أن إيران قد تستخدم وجودها في أميركا الجنوبية وعلاقاتها بحزب الله، الجماعة اللبنانية المسلحة التي تعمل أيضًا في المنطقة، للرد على الولايات المتحدة.
وقال الأدميرال فالر: "نحن قلقون حقًا بشأن ما تنوي إيران فعله، ليس فقط على الصعيد العالمي، ولكن هنا في هذا النصف من الكرة الأرضية"، مضيفًا "أن بعض أعضاء الشتات اللبناني الكبير في أميركا الجنوبية لديهم علاقات مع حزب الله".