مع تدفق أنصار زعيم تيار الصدر إلى بغداد اليوم الجمعة وغيرها من المناطق جنوب البلاد، دعما لمقتدى الصدر الذي ألمح قبل أيام إلى سعيه للإتيان برئيس وزراء محسوب على تياره عبر الانتخابات النيابية المقبلة، وقعت صدامات بين أنصاره وبعض المعتصمين في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب العراق.
وأفاد مراسل العربية نقلا عن مصدر من صحة محافظة ذي قار بأن الصدامات أدت إلى مقتل شخص وإصابة 25 بين الطرفين، كما أوضح أن التوتر وقع بين أنصار الصدر وبعض المعتصمين في ساحة الحبوبي، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين وحرق بعض الخيم.
استعراض قوة في بغداد
أما في العاصمة العراقية فتجمّع الآلاف من أنصار رجل الدين الشيعي في استعراض للقوة السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في حزيران/يونيو المقبل.
ورغم تفشي فيروس كوفيد-19، تجمّع الآلاف كتفا لكتف لأداء صلاة الجمعة في ساحة التحرير ببغداد والشوارع المحيطة بها.
أتى ذلك، بعد أن دعا التيار الصدري إلى تظاهرات للمطالبة بمحاربة الفساد المستشري في الدولة، لكن دعوته هذه أتت في سياق التحضيرات لانتخابات العام المقبل.
لا سيما بعد أن قال مقتدى الصدر في تغريدة هذا الأسبوع، إنه يتوقع تحقيق فوز كبير في الانتخابات، وإنه سيدفع باتجاه أن يكون رئيس الوزراء المقبل من التيار الصدري لأول مرة.
يشار إلى أن "الصدريين" حققوا نتائج متقدمة في انتخابات أيار/مايو 2018، إذ حازوا 54 من إجمالي 329 مقعدا في البرلمان.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في الصيف حدد موعدا للانتخابات في حزيران/يونيو 2021، أي نحو عام قبل موعدها الأصلي استجابة لمطلب أساسي رفعته حركة الاحتجاج الشبابية في معظمها التي انطلقت في العراق خلال تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وستجري الانتخابات وفق قانون جديد بدلا من التصويت على اللوائح، بالتصويت على الأفراد وقلّص نطاق الدوائر الانتخابية.
لكن يتوقع أغلب المراقبين تأجيل موعد الاقتراع بضعة أشهر على الأقل، ويرجح خبراء أن يستفيد الصدر ومرشحوه من قانون الانتخابات الجديد.
ورفع أنصار التيار الصدري، الجمعة، أعلام العراق وصورا لرجل الدين، يظهر في بعضها وهو يضع لباسا عسكريا وهي تعود إلى فترة تزعمه تنظيم "جيش المهدي" المسلح.
في حين لم يشارك مقتدى الصدر في التظاهرة، وهو نادرا ما يظهر في تجمعات عامة.