في الوقت الذي بدأت لهجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنحو نحو التهدئة تجاه الاتحاد الأوروبي لا سيما في اليومين الماضيين، وتأكيده أن بلاده لا ترى نفسها خارج أوروبا، اعتبر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم على باباجان هذا التوجه مجرد خداع.
ووجه الحليف السابق للرئيس التركي في تصريحات نقلتها وسائل اعلام معارضة الإثنين انتقادات حادة لأردوغان بسبب تبديل مواقفه السياسية بوتيرة متسارعة، لا سيما بعد أن أدركت الحكومة غرق الاقتصاد.
وقال "أردوغان كان يوجه انتقادات حادة لأوروبا قبل فترة قصيرة، لكنه بدأ الآن في إرسال رسائل معتدلة. وتابع متسائلا "هل تعتقد أن الجميع أعمى والعالم غبي؟".
إلى ذلك، طالبه "بإبطاء سرعة تغيراته وانقلاباته بعض الشيء، لكي يتمكن من مسايرته الكثير من الصحفيين المؤيدين له، وغير القادرين على أخذ منعطفات سريعة مثل التي يتخذها الرئيس يسارا ويمينا".
خداع المستثمرين
كما اعتبر أن حكومة أردوغان غيرت مواقفها تجاه أوروبا حين بدأ الاقتصاد يغرق. وأكد أن الحكومة التركية تسعى إلى اتخاذ خطوات لخداع المستثمرين.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أكد أن التصريحات وحدها لا تكفي، مضيفا أن باريس تنتظر أفعالاً من تركيا، في إشارة إلى تصريحات أردوغان عن تمسكه بالانضمام نهائيا وكليا إلى الاتحاد.
تأتي تلك التصريحات وتغير موقف أردوغان، بينما سجلت ا الليرة التركية اليوم الاثنين أيضا انخفاضا بنسبة 1.3% مقابل الدولار، إذ عزز المستثمرون المحليون مراكزهم من العملات الأجنبية والذهب بعد ارتفاع قوي للعملة التركية في الآونة الأخيرة.
وتراجعت الليرة إلى 7.76 من إغلاق يوم الجمعة عند 7.65. وارتفعت الليرة من مستوى قياسي منخفض 8.58 هذا الشهر، بعد أن تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بنهج للاقتصاد أكثر اتساقا مع السوق بعد تعيين محافظ للبنك المركزي ووزير للمالية جديدين، وعقب زيادة أسعار الفائدة 475 نقطة أساس الخميس الماضي.
إلى ذلك، كشفت بيانات من وزارة السياحة التركية، اليوم الاثنين، أن عدد الزوار الأجانب الوافدين على البلاد انخفض بنسبة 59.4% على أساس سنوي في أكتوبر تشرين الأول ليبلغ 1.74 مليون، إذ تستمر معاناة الاقتصاد للتعافي من تبعات جائحة فيروس كورونا. وأظهرت البيانات أن عدد الوافدين الأجانب انخفض في أول عشرة أشهر من العام 72.5% إلى 11.2 مليون.