ورغم نشر التنظيم وكل وسائل الإعلام المختلفة تفاصيل عن الظواهري وحياته وزيجاته وأفكاره، كان هناك سؤال غائب يلوح دائما دون إجابة، وهو من وراء زرع بذرة التطرف والإرهاب في عقل الطبيب سليل العائلة الكبيرة والثرية في مصر؟ تلك العائلة التي تنحدر من محافظة الشرقية، وينتمي إليها شيخ سابق للأزهر الشريف وكبار الأطباء والمشاهير؟
وفي حديث سابق لعبدالرؤوف أمير الجيوش، القيادي السابق بتنظيم الجهاد وأحد رفقاء زعيم القاعدة، مع "العربية.نت"، أشار إلى أن الظواهري انضم لتنظيم الجهاد في نهاية الستينيات، قبل التحاقه بكلية الطب التي تخرج فيها العام 1975، بل كان ضمن مجموعة تعتنق خليطا من الأفكار السلفية والجهادية، انضم معه فيها عصام القمري الطالب بالكلية الحربية والضابط فيما بعد، وأحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وحسن الهلاوي، وكانت تلتقي في المسجد وتتبادل الكتب الدينية، والمنشورات، وارتبطوا ببعضهم جيدا.
عاد السؤال يلح من جديد: من هو ذلك الرجل الذي أقنع الظواهري بترك حياة الترف والثراء والانضمام للجهاديين، ثم أقنعه بعد ذلك بالسفر لأفغانستان حتى صار زعيما لأكبر تنظيم إرهابي في العالم؟
وفق المعلومات التي حصلت عليها "العربية.نت"، فإن هذا الرجل يدعى إسماعيل الطنطاوي، يقيم حاليا خارج مصر بعد أن حصل على اللجوء السياسي في إحدى الدول الأوروبية، وكان ضمن 3 أسسوا أول مجموعات جهادية في مصر في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات، وهم إسماعيل الطنطاوي وعلوي مصطفى ونبيل البرعي، وكانوا طلاباً بالمرحلة الثانوية وقتها.
تخرج إسماعيل الطنطاوي فيما بعد من كلية الهندسة بجامعة الأزهر، ونجح في إقناع الشباب أيمن الظواهري ومصطفى يسري وحسن الهلاوي باعتناق الفكر الجهادي، وتردد أيمن ورفاقه كثيرا على المساجد، ومنها مسجد الجمعية الشرعية ومسجد جماعة أنصار السنة في القاهرة، وتأثروا جميعاً بفكر الشيخ محمد خليل هراس، وانضم إليهم فيما بعد شاب يُدعى يحيى هاشم كان يعمل وكيلا للنيابة.
ارتبط أيمن الظواهري بإسماعيل الطنطاوي ونبيل البرعي كثيرا، وكان إسماعيل بمثابة شيخه وقائده، وهو الذي أقنعه بعد تخرجه من كلية الطب أن يسافر لأفغانستان وينضم للمجاهدين ضد الاتحاد السوفييتي، ومكث هناك لمدة عام تعرف خلالها على أسامة بن لادن زعيم القاعدة.
ويقول عمرو عبدالمنعم، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية لـ"العربية.نت": إن الظواهري وبعدما أقنعه الطنطاوي بالانضمام للجهاديين، تلقى دروسه الدينية من خلال مساجد الجمعية الشرعية بالقاهرة على يد الشيخ محمد خليل هراس، ومن هنا كانت البداية حيث انضم للجهاديين بإقناع من الطنطاوي وتشرب أفكار الجهاد من الشيخ هراس.
وذكر أنه نشأت في مصر، وفي نهاية الستينيات 3 تنظيمات جهادية صغيرة، الأولى لإسماعيل الطنطاوي وعلوي مصطفى، وضمت مجموعة الجيزة والقاهرة، وكان على رأسها يحيى هاشم ورفاعي سرور، والأخير هو والد عمر رفاعي سرور ويحمل كنية "أبو عبدالله المصري"، وشغل منصب مفتي القاعدة، مستغلا علاقة والده "رفاعي سرور" بأيمن الظواهري، وكون مع الإرهابي هشام عشماوي مجلس شورى مجاهدي درنة في ليبيا.
ويضيف أن المجموعة الثانية، وهي مجموعة مصطفى يسري وحسن الهلاوي، ونشأت منها مجموعة "حادث الفنية العسكرية" بقيادة طلال الأنصاري، ثم أقنع الطنطاوي أيمن الظواهري بالانضمام للمجموعة الثالثة التي يقودها نبيل البرعي، الذي تخرج من كلية الآداب، وهي ما كان يطلق عليها "مجموعة المعادي"، وكان على رأسها أيمن الظواهري وعصام القمري، وقام الأخير بتجنيد آخرين أبرزهم عبدالعزيز الجمل وسيد موسى.
ويقول إن الظواهري، وعقب سفره لأفغانستان وباكستان، ضم إليه عناصر من رفاقه الجهاديين، الذين انتقلوا معه فيما بعد لتنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن.