وقالت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها اليوم التي كانت بعنوان ( رؤية وعزم .. قمة ومكانة ) : تأتي ذكرى بيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز، السادسة لهذا العام، والمملكة تترأس مجموعة الدول العشرين، وتقود سفينة العالم بكل اقتدار. وخلال الأعوام التي مضت من هذه البيعة المباركة، شهدت المملكة تحولات قياسية وغير مسبوقة، لا يضاهيها أهمية إلا إعلان توحيد البلاد على يد المؤسس - رحمه الله، تحولات في هيكل الحكومة، وفي العلاقات الاجتماعية، وفي التحديث العام، وفي التوجهات الاستراتيجية. ورأت:ولعل هذا التشابه الكبير بين مرحلتين تاريخيتين يعود إلى مبدأ العزم والحزم الذي يجمع بين الملك المؤسس وبين الملك سلمان. وكان خطاب الملك سلمان، في مجلس الشورى قبل عدة أيام، وضح معنى العزم في تنفيذ "رؤية 2030"، وأن مرحلة التمكين مرت وأنجزت كثيرا مما أشار إليه الأمير محمد بن سلمان، في تصريحه الأخير الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية باهتمام شديد. وبينت:لقد نجحت المملكة بكل اقتدار، وبعزم الملك سلمان، في تجنب صدمات النفط وتأثيراتها في الاقتصاد، فلم تواجه أسواق النفط في مسيرتها الطويلة مثل ذلك اليوم الذي أصبحت فيه الأسعار دون الصفر، ومع ذلك فإن هذا الهبوط التاريخي لم يؤثر في مؤشرات اقتصاد المملكة، واستطاعت - بفضل الله - ثم بفضل الخطط الحكيمة، أن تتجنب التأثيرات، ولم يمس دخل المواطن مباشرة بأي تداعيات، وأن أي دولة أخرى لو واجهت هذه المسألة لتم تخفيض الرواتب وإيقاف البدلات فورا. وأردفت :لكن حكمة وعزم القرار وتوقيته الصحيح في تنمية الإيرادات غير النفطية، كانت خير معين في ظرف بهذا الحجم، ولعل حدوث صدمة جائحة كورونا الهائلة رسالة واضحة الدلالة على نجاح خطط تنمية هذه الموارد. لكن يجب ألا يمر موضوع تنمية الموارد غير النفطية دون مناقشة جادة، فالإنجاز ضخم جدا تطلب تعديلات كبيرة في هيكل الحكومة، وتطوير لأنظمة عديدة ومختلفة، وتطوير أنظمة مالية وتقنية هائلة، جعلت المملكة تتصدر تقرير ممارسة الأعمال لعام 2020 كأكثر الدول تقدما وإصلاحا في العالم، والأكثر تقدما في تقرير التنافسية الرقمية، وهذا لم يكن ليتحقق لولا عمل قياسي وضخم لتطوير الأجهزة الحكومية وهيكلتها. وأضافت أن بالعزم نفسه تمت محاربة الفساد، الذي تطلب دمج هيئة الرقابة والتحقيق في هيئة مكافحة الفساد، وكما صرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقد تم استرداد مبلغ يتجاوز 247 مليار ريال في ثلاثة أعوام ماضية، كما تمت مكافحة الإرهاب حتى وصلنا إلى صفر في عدد الحالات - بفضل الله ثم الضربات الاستباقية، وتم إصلاح العلاقات الاجتماعية والتضييق على من يبث الكراهية في المجتمع والتطرف والتشدد. وأبانت :كما تم إطلاق حزم عديدة من القرارات التي تمكن المرأة وتحقق لها مكانتها اللائقة في المجتمع، مع توفير حماية لها غير مسبوقة، وتوفير بيئة عمل حقيقية ومحفزة، مكنت من توظيف أكثر من 130 ألف فتاة سعودية في مختلف القطاعات، وتغيرت صورة المجتمع السعودي في العالم أجمع، وأصبحت الحياة طبيعية بعد 40 عاما من التأزم والتشدد المقيت. وإذا كانت هذه الإنجازات كافية لكتابة تقارير وكلمات، فإن عام 2020 يحتاج إلى كلمات وتقارير ونقاشات قد تستمر عقودا من اليوم، فالعالم قبل تفشي فيروس كورونا لم يعد كما كان قبله. وأوضحت أن عزم الملك سلمان، جاء في قيادة العالم من خلال مجموعة العشرين لمواجهة هذا الوباء، حدثا تاريخيا هو الأهم، ولا يقل أهمية عن ظهور زعماء كبار في لحظات تاريخية حاسمة من عمر البشرية. فالدعوة التاريخية من الملك سلمان، لقادة دول المجموعة للاجتماع الافتراضي، وجدت الدعم الذي حظي به الاقتصاد العالمي، خاصة الدول الفقيرة، كانت الفرق بين الاستدامة الاقتصادية وبين الفوضى الاجتماعية والانهيار الاقتصادي، فمنذ أن تولت السعودية رئاسة مجموعة دول العشرين، وهي تقدم جهودا ومبادرات غير مسبوقة، أسهمت وبشكل كبير في تجنيب العالم صدمات عصيبة إثر تداعيات جائحة كورونا في شتى شؤون الحياة. وختمت:وفي ذكرى البيعة يتجدد الأمل بمستقبل مشرق ليس لأبناء المملكة فقط، بل حتى عدد من الدول العربية التي تعيش حالة مضطربة بسبب التدخل السافر من دول الإرهاب والمنظمات الفاشلة. // انتهى //07:02ت م 0009