ودع الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو لاعب إستوديانتيس ملاعب كرة القدم صباح يوم الاثنين بعدما أعلن اعتزاله اللعبة الشعبية التي مارسها قرابة عقدين من الزمان، حقق خلالهما الكثير من الألقاب المحلية والقارية وتحديداً بقميص برشلونة الذي ارتداه 8 أعوام.
ولا يملك "إل خيفيتو" وتعني بالإسبانية "القائد الصغير" نجومية زميله ليونيل ميسي الطاغية، إلا أنه أمضى مسيرته الرياضية كلاعب لا يمكن الاستغناء عنه سواء في خط الوسط وهو مركزه الأساسي، وقلب الدفاع، الخانة التي وقف فيها عندما كان يرتدي قميص برشلونة.
وخاض المقاتل المولود في سان لورينزو دقائقه الأولى كلاعب على مستوى الكبار بقميص منتخب الأرجنتين شهر يوليو من عام 2003 قبل أن يرتدي قميص فريقه ريفر بليت في مباراة رسمية، وبعد ذلك التاريخ بعام كان يحتفل مع منتخب الأرجنتين الأولمبي بالحصول على ذهبية أولمبياد أثينا.
وبعد ذلك اتخذ قراراً غريباً في 2005 عندما رحل إلى كورنثيانز البرازيلي، وأتبعه بآخر وهو الانتقال إلى وست هام يونايتد في 2006 رفقة زميله كارلوس تيفيز، وحينها كان الكل يترقب رؤيته مرتدياً قميص كبار أوروبا.
وبعدما أمضى موسماً واحداً مع وست هام، انتقل إلى ليفربول الإنجليزي، وحينها وضع اسمه كواحد من أهم الأسماء التي تنشط في خانة لاعب الوسط المدافع في القارة العجوز، ليخطفه برشلونة صيف 2010 وتحديداً بعد نهاية كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا.
ولم تكن بداية ماسكيرانو مع برشلونة مثالية للغاية، إذ أن المباراة الأولى التي خاضها مع فريقه الجديد انتهت بهزيمة مفاجئة أمام الصاعد حينها هيراكيليس على ملعب "كامب نو" وعاد بعدها إلى دكة البدلاء ليكون بديلاً للإسباني سيرجيو بوسكيتس.
يقول ماسكيرانو عن بداية مشواره في برشلونة: كنت أعرف أنني لن أكون أساسياً على حساب بوسكيتس، ولذا لم أمانع اللعب في خط الدفاع لتعويض الإصابات التي يعاني منها الفريق.
وكان بيب غوارديولا أول من استعان بماسكيرانو كمدافع لتعويض غياب القائد كارليس بويول أواخر موسم 2010-2011، وكان ضمن العناصر التي احتفلت بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ذلك الموسم، إذ تحفظ له الذاكرة التدخل الشهير على الدنماركي نيكلاس بندتنر لاعب أرسنال الإنجليزي في الدقائق الأخيرة من مباراة إياب ربع نهائي دوري الأبطال ذلك الموسم، وحينها كان الفريق الضيف بحاجة لتسجيل هدف كي يضمن الوصول إلى نصف النهائي، إلا أن تدخل خافيير ماسكيرانو الشهير أنذ برشلونة من السقوط.
ولم يعد ماسكيرانو إلى خط الوسط طوال الأعوام التي تلت قرار بيب غوارديولا إلا نادراً، وذلك في حالة غياب سيرجيو بوسكيتس، وحتى انتقاله من برشلونة إلى هيبي فورتشن الصيني.
وبطريقة مشابهة لما فعله في مباراة أرسنال، كان لتدخل ماسكيرانو على أريين روبن لاعب هولندا في نصف نهائي كأس العالم 2014 دور في بلوغ بلاده المباراة النهائية للمونديال، قبل الخسارة أمام ألمانيا بهدف ماريو غوتزه بالوقت بدل الضائع.
وعقب الخسارة أمام فرنسا 4-3 في ثمن نهائي كأس العالم الأخيرة بروسيا، أعلن ماسكيرانو اعتزاله اللعب الدولي عقب خوض 147 مباراة دولية مع "التانغو" وضعته كأكثر لاعب يرتدي القميص الأبيض المقلم بالأزرق عبر التاريخ.