أجرى الصحافي الأميركي، مايكل غودوين، من صحيفة "نيويورك بوست" New York Post أول مقابلة صحافية مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بعد خسارته المحتملة للانتخابات، تعرّف فيها على مزاج ترمب بعد الخسارة، في محادثة هي الأولى بين ترمب والصحافة منذ الانتخابات.
وقال غودوين "سوف يستغرق الأمر معجزة الآن، لكن الرئيس ترمب ليس مستعداً للتنازل علناً على الأقل، لا يزال مليئاً بالقتال".
ويقول ترمب "لقد تمت سرقة هذه الانتخابات.. لقد كانت انتخابات مزورة 100%، والجميع يعرف ذلك.. لقد حصلت على حوالي 74 مليون صوت، وخسرت؟ إنه غير ممكن".
وحول اللقاح، قال ترمب "ستة أشهر لإنتاج لقاح.. جو بايدن لم يكن ليفعل ذلك لكني لم أحصل على أي فضل".
وباستثناء ظهوره الصامت لـ"يوم المحاربين القدامى" في مقبرة "أرلينغتون الوطنية"، كان المؤتمر حول اللقاح أول لقاء لترمب أمام الكاميرات منذ الانتخابات، وهو غياب بدا وكأنه عمر، نظراً لوجوده في كل مكان لمدة 4 سنوات، لكنه لم يجب على أي أسئلة ولم يجرِ أية مقابلات.
وفي وقت سابق يوم الجمعة، تحدث إلى جيرالدو ريفيرا من قناة "فوكس نيوز" Fox News، وهو صديق قديم حيث قال ريفيرا على "تويتر" إن الرئيس ترمب اعترف بأن الفوز سيكون "بعيدا" وأنه سيفعل الشيء الصحيح في النهاية.
وتابع غودوين: كان لدي شعور مماثل بمزاج الرئيس، حتى عندما قاوم قول أي شيء نهائي في مقابلتنا الهاتفية التي استمرت 10 دقائق، تحدث بشكل متساوٍ ولم يُظهر أي غضب أو حتى إثارة، كانت هناك نبرة واقعية توحي بفهم ما لا مفر منه. وبطرق مختلفة، سألته عما إذا كان سيقبل النتائج إذا فشلت طعونه أمام المحكمة.. فقال "سنرى".
وعندما سألته عما إذا كان يمكنه التعامل مع الهزيمة، أجاب أنه "من الصعب أن نتقبل الأمور عندما لا يسمحون لمراقبي الاقتراع بمراقبة عملية الفرز". وقال للمرة الثالثة: "مرة أخرى، لا أستطيع إخباركم بما سيحدث".
ويبدو أنه مقتنع حقًا بأن النصر قد سُرق، وأشار مرارًا وتكرارًا إلى نظام Dominion Voting Systems، وهو تقنية تستخدمها معظم الولايات، بما في ذلك ميشيغان وجورجيا.
وقال ترمب: "رفضتها ولاية تكساس لأنها غير آمنة". كما كرر المزاعم بأن بعض مالكي الشركة الخاصة والمستثمرين لديهم علاقات بالديمقراطيين، كما أن الشركة قدمت مساهمة وعملت مع مؤسسة عائلة كلينتون خلال إدارة أوباما وبايدن.
وعلى الرغم من أن بايدن يتقدم بشكل حاسم في الهيئة الانتخابية، وحصل على 78 مليون صوت شعبي، إلا أن ترمب لا يستطيع التوفيق بين موقفه والحملة والأداء الناجح للحزب الجمهوري ككل.
واستشهد بالحشود الهائلة المتحمسة في تجمعاته كدليل. وقال: "كان أصغر تجمع يحضره 25 ألف شخص، وكان لدى بايدن حشود قليلة، ولم يحضر أحد.. لم أكن لأخسر تلك الولايات".
وأشار أيضًا إلى أن الحزب الجمهوري على ما يبدو سوف يحافظ على مجلس الشيوخ، اعتمادًا على جولتي الإعادة في جورجيا، وربما يحصل على 12 مقعدًا في مجلس النواب، ويقلب المجالس التشريعية في أميركا، مضيفًا: "نحن نقوم بعمل رائع".
ويقول غودوين: حدسي هو أنه عندما لا تكون هناك سبل استئناف متبقية فإن الرئيس سيعترف بالهزيمة بينما يتمسك بادعاءاته بالتزوير. سواء كان سيفعل ذلك في خطاب أو بيان أو مجرد تغريدة هو جزء من الدراما التي يبرع في إنشائها.
لكن سرعان ما يتطلب العرف أن يدعو بايدن إلى البيت الأبيض لالتقاط صورة، وأن يأمر فريقه بالتعاون مع الإدارة القادمة. لقد عض باراك أوباما شفته وفعل ذلك مع ترمب في عام 2016، وينبغي على ترمب أن يمرر العصا إلى بايدن.
وبحسب غودوين، لن يكون الأمر ممتعًا، لكن الرئيس لن يقدم أي خدمة لنفسه ولمؤيديه ومستقبله إذا سمح للاستياء أن يتحكم على تصرفاته النهائية كرئيس. من المفترض أن تمنح الانتخابات البلاد فترة راحة ضرورية من الأعمال العدائية.
بالطبع عندما تم انتخاب ترمب، كانت تلك الفترة أقصر من طرفة عين. وتظل شكاواه العديدة ضد الديمقراطيين ووسائل الإعلام الكبيرة وشركات التكنولوجيا الكبيرة حقيقية، ويجب أن يعكس التاريخ العادل أن نجاحاته السياسية الهائلة جاءت على الرغم من الاعتداءات غير العادلة وغير الأميركية على شرعيته.
وفي هذا الصدد يرى أن نتائج الانتخابات مجرد ضربة ختامية لاتحاد عمل ضده، حيث بدأ بتجسس إدارة أوباما وبايدن عليه في عام 2016. واتهامات له بالتواطؤ مع روسيا وتبين أنها خاطئة بعد أن انتهى تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر أخيرًا في عام 2019.
وقال ترمب "إنه لأمر مدهش ولكن لم يحدث شيء لـ (جيم) كومي و (أندرو) مكابي، على الرغم من أنهما تم فضحهما".
واشتكى ترمب من استطلاعات الرأي في ساحات القتال التي توقعت خسارته بهوامش كبيرة، واصفاً إياها بـ"قمع للناخبين" لأنها تثبط عزيمة المتبرعين وكذلك الناخبون.
وقال ترمب: "هذه لم تكن حوادث أو استطلاعات رأي سيئة.. هذه مؤسسات فاسدة"، وخص بالذكر "إيه بي سي" ABC و"واشنطن بوست" The Washington Post.
ولم يذكر ترمب حتى قرار العزل الحزبي، مما جعله ثالث رئيس يواجه مثل هذا العار. وفي ذلك الوقت، بدا الأمر الأكثر فظاعة على الإطلاق، لكنه في النهاية كان مجرد جزء من نمط بغيض من الحيل القذرة.
وكفكرة لاحقة تقريبًا، طرح ترمب الطريقة التي تجاهلت بها معظم وسائل الإعلام التقارير الحصرية لصحيفة The Post حول رسائل البريد الإلكتروني عن الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن، والتي أثبتت تورط جو بايدن في مخططات أعمال ابنه.
وقال ترمب: "إنهم لم يتحدثوا حتى عن جميع جرائم عائلة بايدن.. ماذا لو أنا فعلت ذلك؟!".
ويضيف غودوين: سيكون تقييم التأثير الكامل لرئاسته من عمل المؤرخين المستقبليين، لكن لا شك في أن ترمب حقق نجاحًا ساحقًا في تحقيق الغرض الأساسي من انتخابه. لقد جلب تصحيح المسار الذي تحتاجه واشنطن، وأعاد تشكيل الحزب الجمهوري. إن شعبويته الاقتصادية حولت الحزب الجمهوري إلى حزب متعدد الأعراق من المناضلين من الطبقة العاملة والأميركيين الأوائل، بينما أجبر الديمقراطيين على الاختيار بين أقصى اليسار الراديكالي وبقايا الليبراليين التقليديين.
وبحسب غودوين، مهما كان ما يقرره الرئيس بشأن مستقبله الشخصي، فإن "الترمبية" سوف تعيش. هذا وحده دليل قاطع على أن دونالد ترمب كان رئيسًا ذا أهمية كبيرة جعل الحياة أفضل لملايين وملايين الأميركيين.