أصدر الأمير “خالد الفيصل بن عبدالعزيز” أمير منطقة مكة المكرمة قرار بإغلاق أكبر مصنع للحديد “الراجحي” في محافظة جدة، وذلك بعد ثبوت عدم إلتزامه بالإشتراطات البيئية وتضرر سكان حي القوزين بمنطقة الخمرة من الغازات السامة التي ينفثها في سماء المدينة. هذا وقد قامت لجنة تتكون من 15 عضو يمثلون إمارة المنطقة وأمانة محافظة جدة والدفاع المدني والشرطة بتنفيذ القرار، وأغلقت المصنع فوراً وفرضت عليه رقابة لضمان عدم إعادة تشغيله. وفي نفس السياق كشفت مصادر مطلعة أن أمير المنطقة وبعد أن أثبتت تقارير الجهات المختصة تضرر السكان أصدر أمره بإغلاق المصنع مؤكدا لأمين محافظة جدة أن لا أحد فوق القانون، وأن صحة مواطن واحد فضلاً عن سكان حي بأكمله أهم من أي تجارة أو استثمارات أو حتى مشاريع صناعية كبيرة، وتضمن التوجيه الذي تلقته أمانة جدة الثلاثاء الماضي إغلاق المصنع فورا وإفادة أمير المنطقة في غضون 24 ساعة من تاريخ الأمر. وبحسب مصادر في أمانة جدة، فإن شركة حديد الراجحي قدمت التماساً إلى وزارة الشئون البلدية والقروية طالبة تشكيل لجنة للوقوف على المصنع ومحاولة معالجة السلبيات، إلا أن إمارة المنطقة إنحازت إلى المواطن وصحته وقررت إغلاق المصنع حتى يتم إيجاد حلول جذرية للمشكلة ونقل هذا المصنع بأكمله إلى المدينة الصناعية المخصصة لمثل هذه المصانع. وعلى صعيد متصل عبر أهالي حي القوزين عن فرحتهم بهذا القرار، مؤكدين أن أمير المنطقة أنصفهم، وأن شكاواهم التي قدموها طوال السنوات الماضية لم تجد آذانا صاغية من أمانة محافظة جدة. من جهتها أكدت أمانة محافظة جدة أن المصنع الذي بدأ الإنتاج في عام 2007 غير مرخص وعمل خلال السنوات الخمس الماضية بدون ترخيص في وقت تكررت فيه شكاوى السكان ومعاناتهم مما ينتج عنه من غازات وأدخنة ضارة بالرغم من وجود مدينة صناعية مخصصة لمثل هذه المصانع ويمكنهم الانتقال إليها، إلا أن الشركة إستمرت بالعمل رغم التنبيه عليهم وإشعارهم بالإلتزام بالأنظمة والتعليمات. وبحسب موقع شركة حديد الراجحي فإن تكلفة إنشاء المصنع تتجاوز المليار ريال ويعمل في إنتاج كتل الحديد الصلب بطاقة إنتاجلية 850 ألف طن سنوياً، بهدف توفير المادة الخام التي تعتبر أساس الخام الرئيس لتصنيع حديد التسليح، وأيضا توفير لفائف الحديد لتغطية احتياج السوق المحلي والأسواق المجاورة من هذه المنتجات.