أكد منسق الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب أن تنظيم داعش قد فشل، وأصبح عاجزا عن تنفيذ عمليات معقدة مثل تلك التي ارتكبها مقاتلوه في باريس وبروكسل قبل خمس سنوات، موضحاً أن التنظيم دمّر لكنه لم يندثر، ويحاول تحريك فروعه المتفرقة.
وقال جيل دي كيركوف في مقابلة خاصة مع "العربية/الحدث"، "قبل خمس سنوات واجهنا تنظيم داعش، حيث كان قوياً وقد عدَّ خمسة وثلاثين ألف مقاتل أجنبي من بينهم خمسة آلاف مقاتل أوروبي، وهو عدد مهول. وكان التنظيم يسيطر على مساحة ترابية تساوي مساحة المملكة المتحدة وموارد مالية هائلة. وقد تمكن التحالف الدولي من تدمير تنظيم داعش ودولته".
فروع إفريقيا
كما أضاف "لا أقول إن التنظيم قد اندثر، لأنه سيحاول الظهور من رماده حيث يحاول الاعتماد على قواعده المتفرقة، حيث توجد فروعه في إفريقيا. وحسب تقدير أجهزة الاستخبارات الأوروبية فإن تنظيم داعش أصبح عاجزاً عن تنظيم عمليات إرهابية معقدة، مثل تلك التي ارتكبها في مسرح باتاكلان في باريس أو في بروكسل".
وأوضح أن خلفية منفذي العمليات الإرهابية الأخيرة في باريس وفيينا، تختلف عن شخصية المقاتلين الذين نفذوا اعتداءات بروكسيل وباريس قبل خمس سنوات.
وقال "إن منفذي العمليات الأخيرة في باريس وفيينا ليسوا منخرطين في تنظيم داعش، ويعدون من الإرهابيين المحليين، أي الذين لم يتدربوا في مناطق النزاعات".
عناصر محلية
وأوضح "العمليات الإرهابية الأخيرة من فعل عناصر محلية، لا يعدون من صفوف مقاتلي داعش وليسوا منخرطين فيه، على رغم أن تنظيم داعش ينتهز هذه الاعتداءات لإعلان وجوده".
كما قال "هذه العناصر الإرهابية المحلية تتأثر بخطابات إنترنت أو بنقاشات متشددين في السجون، أو لكونهم يتحركون في بيئة متشددة، وعندما يرتكبون عملاً إرهابياً فإنهم يستخدمون أدوات بسيطة مثل سكين المطبخ. وقد رأينا استخدام منفذ عملية فيينا رشاش كلاشينكوف، وهو أمر مقلق. لكن تظل أدوات إرهابية أقل تعقيدا من العملية التي استهدفت مسرح باتكلان في فرنسا في 2015".
ففي 13 نوفمبر 2015، اهتزت باريس على وقع سلسلة من الهجمات شبه المتزامنة بالرصاص والقنابل على مواقع ترفيهية في المدينة سقط فيها 130 قتيلاً و368 مصاباً. وأعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عن الهجمات. وكان اثنان من المهاجمين العشرة من مواطني بلجيكا، بينما كان ثلاثة منهم فرنسيين.
وفي 22 مارس 2016، فجر مهاجمون انتحاريون تابعون لـ"داعش"، جميعهم من بلجيكا، أنفسهم في مطار بروكسل وقطار أنفاق في العاصمة البلجيكية، ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً. وقالت الشرطة إن هناك صلات للحادث مع الهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر السابق.
أما في 16 أكتوبر الماضي، فقطع مهاجم من أصل شيشاني يبلغ من العمر 18 عاماً رأس صامويل باتي المدرس بمدرسة فرنسية بإحدى ضواحي باريس بسكين. وقتلت الشرطة المهاجم بالرصاص، وفي نهاية نفس الشهر قطع تونسي رأس امرأة وقتل شخصين بسكين في كنيسة بمدينة نيس قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتعتقله.
كما قُتل شخصان على الأقل في 2 نوفمبر الجاري، وأُصيب العديد وسط فيينا في تبادل إطلاق نار.