القاهرة 25 ربيع الأول 1442 هـ الموافق 11 نوفمبر 2020 م واس شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم في الدورة الخامسة للقمة الأوروبية العربية "شراكة إستراتيجية" عبر تقنية "الفيديو كونفرانس". وأكد "أبو الغيط" في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية اليوم أن العلاقات العربية – الأوروبية تقف على أساس متين من الرؤى المشتركة والتقارب الثقافي الممتد، والأواصر المتينة بين الشعوب والمجتمعات، وأن ثمة ملفات تمثل مصدر قلق مشترك أو تنطوي على مصلحة مشتركة، مثل التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والتصدي للإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكلها ملفات تنطوي على مصالح مشتركة للعرب والأوروبيين، داعياً إلى الحوار الصريح حول هذه القضايا كافة. وقال: إن الشفافية وطرح المواقف المختلفة بكل وضوح – كما يحدث في هذه الفعالية المهمة – هما السبيل الأقرب للوصول إلى نقاط الالتقاء، داعياً المؤسسات الدولية وشركاء التنمية للعمل على خفض ديون الدول الفقيرة، ومن بينها عدة دول عربية تواجه أوضاعاً اقتصادية صعبة وضاغطة بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا. وأضاف "أبو الغيط" أن دول العالم كافة لن تكون بمأمن من تأثير هذا الفيروس الخطير، منبهاً إلى أن التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالجائحة سيظل مشكلةً تواجه الجميع، ولابد أن يتكاتف الجميع لمواجهتها، وأنه ثمة حاجة ماسة لمساعدة الدول الأكثر فقراً على نحوٍ خاص. وأوضح أن اختيار شعار "الشراكة الإستراتيجية" يأتي ليتناسب وعمق العلاقات العربية الأوروبية المتجذرة والتحديات التي تواجهها وفي مقدمتها حالياً تداعيات هذه الجائحة التي لم تستثنِ منطقةً في العالم من تداعياتها الخطيرة التي ستظل حاضرة لعدة سنوات للأسف. ولفت النظر إلى إنه رغم ما أفزرته الجائحة في المراحل الأولى من ميل نحو الانعزال والانكفاء على الذات، وتقليل الاعتماد على الشبكات الاقتصادية العالمية، إلا أن كلمة السر في مواجهة تأثيراتها تكمن في التعاون والاعتماد المتبادل. وبين أن الاستمرار في تنظيم هذه الفعالية -التي تعقد بانتظام للمرة الخامسة حتى في ظل الظروف الاستثنائية التي لم يشهد العالم لها مثيلاً من قبل- يعكس جلياً جدية القائمين عليها وإصرارهم على جعلها موعداً دورياً يتبادل فيه الجانبان العربي والأوروبي الرؤى حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما أكد "أبو الغيط" أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر للبلدان العربية، حيث بلغت حجم التجارة بينهما نحو 377 مليار دولار في العام الماضي، لافتا النظر إلى أن المجال مفتوح لتوسيع قاعدة الاستثمار والتبادل التجاري، خاصة أن العناصر الاقتصادية بين الجانبين تبدو متكاملة وليست متنافسة، سواء في مجال الطاقة أو التكنولوجيا أو رأس المال البشري. وفيما يخص العلاقات العربية – اليونانية التي تشكل أحد الموضوعات المهمة على أجندة هذه القمة، جدد "أبو الغيط" تأكيده على الصداقة الممتدة والقائمة بين الشعوب العربية واليونان على جميع الصُّعد والمستويات، منوها بالأفق الاقتصادي المفتوح للتعاون بالكثير من الإمكانيات غير المستغلة التي يمكن تعظيمها عبر الارتقاء بمستويات التعاون بين اليونان والدول العربية جميعاً. ووجه الأمين العام للجامعة العربية في ختام كلمته الشكر للحكومة اليونانية على تسهيلها لعقد هذه القمة، متمنيا لأعمالها النجاح والوصول إلى أفكار من شأنها تعزيز التعاون العربي – الأوروبي. // انتهى //15:42ت م 0115