بعد انقضاء نحو شهرين على إعدام طهران المصارع الشاب نويد أفكاري رغم كافة المناشدات الدولية، لا يزال شقيقاه يعانيان في السجن.
فقد كشف ناشطون إيرانيون خلال الساعات الماضية، أن وحيد وحبيب، شقيقي نويد، ما زالا يقبعان في السجن الانفرادي منذ أكثر من 65 يوماً.
كما أكدت الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد، تعرضهما للضرب المبرح، ومنعهما حتى اللحظة من رؤية العائلة.
رسالة والديهما
وكان والدا أفكاري بعثا قبل أيام برسالة إلى رئيس منظمة السجون الإيرانية، محمد مهدي حاج محمدي، كشفت رفض السلطات القضائية والمسؤولين في سجن شيراز التحقيق في شكواهما حول عمليات التعذيب التي طالت ولديهما.
كما أشار حسين (الوالد) وبهية نامجو (الوالدة)، خلال رسالتهما إلى رفض المسؤولين تسجيل ومتابعة شكاواهما السابقة، مطالبين بتقديم من قام بضرب وحيد وحبيب إلى العدالة.
حبس انفرادي
إلى ذلك، احتج الأبوان على انتهاك القانون من قبل السلطات القضائية الإيرانية، وقالا: "نطالب بإنهاء الحبس الانفرادي فورًا ونقل ولدينا إلى العنبر العام".
في المقابل، ادعى روح الله رضائي دانا، رئيس سجن شيراز المركزي، أن استمرار احتجاز ابني أسرة أفكاري في الحبس الانفرادي "لا يقع على عاتقه، وأن النظام القضائي هو من قرر حبسهما انفراديا".
يشار إلى أن الأبوين كانا قد بعثا في سبتمبر الماضي أيضا برسائل مماثلة إلى المسؤولين القضائيين، لكنهما لم يتلقيا أي رد.
شاركوا بتظاهرة
يذكر أن نويد وشقيقيه اعتقلوا بعد مشاركتهم في مظاهرة بطهران في أغسطس 2018، وأجبر الثلاثة تحت التعذيب على الإدلاء باعترافات قسرية بتورطهم في مقتل ضابط أمن.
ثم حكم لاحقاً على نويد البالغ من العمر 27 عامًا بالإعدام، ليعدم فجأة في الساعات الأولى من يوم الاثنين 12 سبتمبر على الرغم من الضغوط الدولية على إيران لتخفيف العقوبة.
ولا يزال وحيد وحبيب أفكري رهن الاعتقال ويواجهان أحكامًا بالسجن لمدة 54 عامًا وستة أشهر و27 عامًا وثلاثة أشهر على التوالي بالإضافة إلى 74 جلدة.
وكانت قضية أفكاري شغلت الشارع الإيراني ومئات الناشطين على مدى أسابيع، وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل تناشد السلطات الإيرانية عدم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المصارع الشاب، لا سيّما بعد أن أفادت معلومات صحافية نشرت في الخارج، أن إدانة أفكاري تمّت بناء على اعترافات انتزعت تحت التعذيب.