على الرغم من كافة الدعوات الدولية والوساطات من أجل إيقاف النار والصراع المتواصل منذ سبتمبر الماضي بين أذربيجان وقوات إقليم كاراباخ الانفصالية، لم تهدأ الاشتباكات التي تعتبر الأعنف منذ التسعينيات.
وقد أدت التدخلات التركية إلى تأجيج المواقف في باكو، بعد أن أكدت أنقرة أكثر من مرة استعدادها لتقديم الدعم العسكري، بعد نقلها لآلاف المرتزقة السوريين إلى الإقليم الذي تقطنه أغلبية من أصول أرمينية.
وفي جديد المواقف التركية، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد أذربيجان بسيطرة قواتها على مدينة شوشة الاستراتيجية في إقليم كاراباخ. وقال خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم: "أهنئ الإخوة الأذربيجانيين بالنصر الذي حققوه في مدينة شوشة.. ففرحة إخواننا الأذربيجانيين هي فرحتنا".
انتقاد مينسك
كما اعتبر أن "تحرير شوشة مؤشر على قرب تحرير باقي المناطق الأذربيجانية الخاضعة للاحتلال"، بحسب وصفه. وتابع: "من صبر ظفر، وهذا ما فعله الإخوة الأذربيجانيون أمام تقاعس مجموعة مينسك عن حل الأزمة"، في إشارة إلى العملية التفاوضية حول كاراباخ التي تديرها مجموعة تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ترأسها روسيا، والولايات المتحدة وفرنسا.
أتى الموقف التركي بعد ساعات على إعلان الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، "سيطرة جيشه على شوشة بعد 27 عاما من الاحتلال"، وهو ما نفته وزارة الدفاع الأرمينية، مؤكدة أن المعارك مستمرة.
"معارك شرسة"
وكانت يريفان أكدت أمس السبت وقوع "معارك شرسة" مع القوات الأذربيجانية ليلا قرب بلدة شوشة الاستراتيجية في الإقليم المتنازع عليه.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أن "معارك كثيفة وشرسة بشكل خاص" اندلعت ليلا قرب شوشة، مؤكدة إحباط العديد من الهجمات من أذربيجان.
كما أعلنت أيضا وقوع عمليات قصف منتظمة خلال الليل استهدفت شوشة التي تضم كاتدرائية تاريخية لحقت بها أضرار في قصف الشهر الماضي.
وخلال الأيام الأخيرة، أفاد مسؤولون في كاراباخ وأرمينيا عن وقوع العديد من الهجمات جنوب شوشة.