واصل صلاح بادي زعيم مليشيا "لواء الصمود" التابعة لقوات حكومة الوفاق، تصعيده تجاه التحرّكات الإقليمية والدولية لحل الأزمة الليبية، عشية انعقاد ملتقى الحوار السياسي في العاصمة التونسية، والذي يبحث توحيد الليبيين تحت سلطة تنفيذية واحدة.
وفي هذا السياق، شنّ بادي، المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي منذ نوفمبر 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا، هجوما حادا على بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا وكذلك على المشاركين في الحوار السياسي، وقال إنه لن يعترف بهم ولن يلتزم باتفاقياتهم.
وعاد زعيم "لواء الصمود" إلى الظهور من جديد في مقطع مصوّر نشرته مواقع محليّة، خلال اجتماعه مع عدد من الثوار والمقاتلين أمس السبت، في العاصمة طرابلس، هدّد من خلاله بنسف أي اتفاق ينبثق عن الحوارات التي تديرها البعثة الأممية إلى ليبيا التي وصفها بأنها "بعثة مشؤومة وبعثة الشر"، كما وصف مبعوثتها ستيفاني ويليامز بـ"الخبيثة".
"عبيد الكراسي"
كما انتقد أعضاء ملتقى الحوار السياسي الذين تمت دعوتهم من قبل البعثة للمشاركة في الاجتماعات، ووصفهم بـ"عبيد الكراسي"، مشيرا إلى أن "الثوّار الذين كانوا يختبؤون وراءهم هم من ضحوا بأنفسهم"، وذلك في إشارة إلى ما يعرف بـ"قوات عملية بركان الغضب"، الذين قادوا الحرب في العاصمة طرابلس.
وقبل أسبوع، أعلن بادي رفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين طرفي النزاع الليبي في مدينة جنيف السويسرية قبل أسبوع، أو الاعتراف بأي مخرجات تنتج عن الحوار السياسي المرتقب انطلاقه غدا الاثنين في تونس، وأعلن في المقابل تمسكه بالحرب وبالسلاح كخيار لحل الأزمة.
تحديات الاتفاق العسكري
ويعطي هذا التصعيد والتهديد بالحرب، لمحة عن حجم التحديات والعراقيل التي تواجه تنفيذ الاتفاق العسكري الذي تم توقيعه بين طرفي الصراع والالتزام بالتفاهمات السياسية المرتقب التوصل إليها في حوار تونس، داخل بلد لا تزال فيه المليشيات المسلّحة تسيطر على سلطة القرار والميدان، وسط مخاوف من وجود مساع لتفجير وتوتير الأوضاع الميدانية بهدف عرقلة مسارات التسوية العسكرية والسياسية.
يذكر أن قائد ميليشيا "لواء الصمود"، هو أحد مؤسسي ميليشيات "فجر ليبيا" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، التي أحرقت مطار طرابلس الدولي عام 2014، وتسبّبت في توقفه عن العمل، وقد شارك في أغلب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية خلال السنوات الأخيرة، آخرها العملية العسكرية التي شنّها الجيش الليبي لتحرير طرابلس من المليشيات المسلّحة والجماعات الإرهابية.