وقال بايدن للصحافيين في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير: "أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب، والفرز جارٍ وسنعرف النتيجة قريباً جداً".
وبايدن الذي اختار السيناتور كامالا هاريس لخوض الانتخابات معه لمنصب نائبة الرئيس يتقدّم على ترمب في السباق للحصول على 270 من أصوات المجمّع الانتخابي لقيادة الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة، مع إعراب حملته الانتخابية عن ثقتها بأنّه سيحصد ما يكفي من الأصوات للفوز في ولايات تحتدم فيها المنافسة مع الجمهوريين ولم تصدر نتائجها حتى الآن وأهمّها بنسلفانيا.
اتهامات ترمب
وبعدما كان الرئيس الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية متقدّماً على بايدن في النتائج الأولية التي نشرت بعيد إغلاق صناديق الاقتراع، بدأ هذا التقدّم يضمحلّ بعد فرز بطاقات الاقتراع البريدية التي يصبّ 80% منها لصالح بايدن.
ومساء الخميس جدّد الرئيس المنتهية ولايته التأكيد على أنّه سيكون الفائز بالانتخابات إلا إذا "سرقها" منه الديمقراطيون. وقال ترمب أمام الصحافيين في البيت الأبيض بعد يومين من إعلانه فوزه بالانتخابات إنّه "إذا أحصيتم الأصوات الشرعية أفوز بسهولة. إذا أحصيتم الأصوات غير الشرعية، يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منّا".
وأضاف أنّ حملته الانتخابية رفعت "قدراً هائلاً من الدعاوى القضائية" لمواجهة "فساد" الديمقراطيين، في اتّهام يصطدم بواقع أنّ العديد من المسؤولين في الولايات المعنية بهذه المزاعم أكّدوا نزاهة العملية الانتخابية في ولاياتهم.
واعتبر ترمب أنّه "على الرّغم من التدخّل الذي لم يسبق له مثيل في انتخابات، من قبل وسائل الإعلام الرئيسية وعالم الأعمال وعمالقة التكنولوجيا، فقد فزنا وبأرقام تاريخية، والاستطلاعات كانت خاطئة عمداً".
وشدّد الملياردير الجمهوري على أنّ "الموجة الزرقاء التي أعلنوا عنها لم تحصل" في إشارة إلى ما توقّعته استطلاعات رأي عديدة قبل الانتخابات من أنّ الديمقراطيين الذين يتّخذون من اللون الأزرق شعاراً لهم سيحقّقون فوزاً جارفاً في الانتخابات.
وأضاف "أشعر بأنّ القضاء يجب أن يبتّ بالأمر في نهاية المطاف".
وحالما انتهى ترمب من إلقاء كلمته أمام الصحافيين غادر القاعة من دون أن يجيب على أي سؤال.
ويجد الرئيس المنتهية ولايته نفسه في عزلة متزايدة داخل معسكره الجمهوري في معركته هذه ضدّ "التزوير والاحتيال"، بحسب تعبيره، والتي يعتبرها كثيرون معركة خيالية، في وقت يعتصم فيه قادة الحزب الجمهوري بالصمت، منتظرين انتهاء عمليات فرز الأصوات في الولايات المتبقّية وصدور النتائج.
وبعيد كلمة ترمب كتب بايدن على "تويتر" "لن يسلبنا أحد ديمقراطيتنا. لا اليوم ولا أبداً".
ومن المحتمل أن تنهي ولايتا جورجيا ونيفادا فرز الأصوات، الجمعة، في حين يمكن أن تتواصل العملية في ولايتي أريزونا وينسلفانيا حتى السبت وربّما أكثر.
"واثقون تماماً"
وقالت مديرة حملة المرشح الديمقراطي، جينيفر ديلون، "أظن أن هذا اليوم سيكون إيجابيا جدا لنائب الرئيس"، وأضافت "نحن واثقون تماما أن جو بايدن سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة".
وبعد مرور يومين على الاقتراع الرئاسي الأميركي، يسود التوتر في الولايات الرئيسية التي قد تحسم مصير الانتخابات لصالح بايدن، فيما أطلق معسكر دونالد ترمب دعاوى قضائية مدعومة في بعض الحالات بتظاهرات نظّمها مناصرون للملياردير الجمهوري.
ولم يعد أمام المرشح الديمقراطي، الذي كان نائباً للرئيس باراك أوباما لثماني سنوات، سوى الفوز في واحدة أو اثنتين من الولايات الرئيسية الباقية ليؤدّي اليمين في 20 يناير رئيساً للولايات المتحدة. وامتنع بايدن عن إعلان فوزه، على عكس ما فعل خصمه بعد ساعات على انتهاء العملية الانتخابية.
وبايدن يحظى بدعم 264 من كبار الناخبين - إذا تمّ احتساب أريزونا (11 من كبار الناخبين).
وبعد تحقيقه الأربعاء فوزين مؤكّدين في ميشيغن وويسكونسن، لم يعد بايدن يحتاج إلا إلى أصوات 6 من الناخبين الكبار لتسجيل الأصوات الـ270 اللازمة والتي قد ينالها في نيفادا (6) أو جورجيا (16) أو بنسلفانيا (20) اعتباراً من الجمعة.
دعاوى قضائية
في المقابل، يستفيد ترمب في أريزونا من الأصوات التي يتم فرزها تباعاً. إذ إن الفارق يتقلّص بينه وبين منافسه، وقد يخسر المرشح الديمقراطي بايدن كبار الناخبين الـ11 الذين احتسبتهم "فوكس نيوز"Fox News و"إيه بي" AP لصالحه على أساس نتائج جزئية ونماذج إحصائية، وهو أسلوب مضمون النتائج عادة.
وفي فينيكس، تجمّع أنصار لترمب، بعضهم مسلّح، أمام مركز لفرز الأصوات، مردّدين "احتسبوا الأصوات!"، و"عار على قناة فوكس".
لكن في الولايات التي تقدّم فيها بايدن على ترمب كولاية ميشيغن، هتف مناصروه "أوقفوا الاقتراع!"، مندّدين بعمليات "غشّ" في فرز بطاقات الاقتراع يوم الانتخابات، ما يعيد إلى الأذهان معركة الانتخابات الرئاسية في العام 2000.
وأعلن الرئيس الجمهوري في الليلة التي تلت الانتخابات أنه سيلجأ إلى المحكمة العليا من دون أن يحدّد الأسباب. وفي الواقع، لجأ محاموه في هذه المرحلة إلى المحاكم المحلية، ملوّحين بإمكان طلب إعادة تعداد الأصوات في ويسكونسن، حيث الفارق ضئيل بين المرشّحين.
وتتركز الأنظار خصوصاً على ولاية بنسلفانيا، حيث كان دونالد ترمب يتمتّع بفارق مريح نسبياً مساء الأربعاء (51.4 بالمئة مقابل 47.3 بالمئة لجو بايدن). وقد اختار ناخبوه بمعظمهم الاقتراع شخصياً يوم الثلاثاء. وتم فرز أصواتهم أولاً.
لكنّ الفارق تقلّص تباعاً مع فرز الأصوات التي وصلت بالبريد والتي صبت بمعظمها (78%) لصالح بايدن.
وبطلب من ترمب، أمر قاض السلطات المحليّة بالسماح بدخول مراقبين جمهوريين إلى مركز الفرز في فيلادلفيا.