من التحذيرات إلى الآمال مروراً بالسخرية، تراوحت، الخميس، ردود فعل الحكومات حول العالم على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، حيث يبدو المرشح الديمقراطي جو بايدن على وشك الفوز على خصمه الرئيس دونالد ترمب.
تحذير من تفجّر الأوضاع
دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان، السياسيين الأميركيين إلى "ترسيخ الثقة بالعملية الانتخابية وبالنتائج".
وشدد ماس الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، على ضرورة "التحلي بالصبر وانتظار" انتهاء عمليات الفرز.
وفي وقت سابق، أعربت وزيرة الدفاع الألمانية آنيغريت كرامب-كارنباور عن قلقها "من وضع متفجر جدا" في الولايات المتحدة، حيث أعلن ترمب فوزه قبل انتهاء فرز الأصوات.
وحذّرت من "أزمة دستورية"، مضيفةً أن "هذا أمر يثير قلقنا جميعا".
"استغلال فاضح للسلطة"
واتهم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الرئيس ترمب بارتكاب "استغلال فاضح للسلطة" لطلبه وقف فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء هذه العملية.
وقال النائب الألماني مايكل يورغ لينك، منسق المراقبين الدوليين المكلفين مراقبة هذا الاقتراع في مقابلة مع صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ": "الأمر المقلق حقا هو طلب الرئيس الأميركي وقف فرز الأصوات وسط الأبهة الرئاسية في البيت الأبيض محاطا بكل رموز السلطة بسبب انتصاره المزعوم. هذا استغلال فاضح للسلطة".
"علاقة جديدة عبر الأطلسي"
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أنه ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بناء "علاقة جديدة عبر الأطلسي، تشكل شراكة جديدة"، بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية أيا تكن نتيجتها.
وقال لودريان: "اختيار الرئيس يعود إلى الأميركيين. وينبغي علينا بعدها أن نعمل مع الشخصية المنتخبة ومع الحكومة الأميركية الجديدة، مهما حصل".
أمل في فوز ترمب
كان الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو صريحاً جداً في ما يخص الانتخابات الأميركية، فقال لمناصريه أمام القصر الرئاسي في برازيليا "تعلمون من أدعم، أنا واضح". وأضاف: "علاقتي بترمب جيدة. آمل أن ينتخب رئيسا لولاية ثانية".
ونسج بولسونارو الملقّب بـ"ترمب المنطقة الاستوائية" علاقات وثيقة مع رئيس الولايات المتحدة الجمهوري.
"ليس قلقاً"
أكدت بريطانيا أن علاقتها مع الولايات المتحدة "ستُعزز أياً كان الفائز"، مشيرةً إلى الخلاف مع واشنطن بشأن اتفاقية باريس للمناخ.
وأكد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني أن "الولايات المتحدة هي أقرب حليف لنا ونحن مقتنعون بأن علاقتنا ستُعزز، أياً كان المرشح الذي سيفوز في الانتخابات".
ورفض رئيس الوزراء بوريس جونسون، وهو حليف شعبوي لترمب، اتخاذ موقف حول إعلان الرئيس الجمهوري فوزه قبل انتهاء فرز الأصوات، عندما سُئل عن ذلك في مجلس العموم.
لكن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أكد أنه "ليس قلقا" بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة.
تهنئة لترمب
وهنّأ رئيس الوزراء السلوفيني المحافظ ترمب بانتخابه رئيسا لولاية ثانية على الرغم من عدم انتهاء عمليات الفرز.
وقال يانيز يانشا، الذي تتحدر السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترمب من بلاده، في تغريدة على "تويتر": "من الواضح جدا أن الشعب الأميركي انتخب دونالد ترمب ومايك بنس لأربع سنوات أخرى".
وأضاف: "وسائل الإعلام الرئيسية تنكر ذلك بتأخيرات ومعلومات كثيرة، لكن نصر رئيس الولايات المتحدة النهائي أكبر".
وهو مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان من القادة القلائل في الاتحاد الأوروبي الذين أيدوا ترشح ترمب، معتبرا أن "بايدن سيكون من أضعف رؤساء الولايات المتحدة عبر التاريخ".
"استعراض!"
من جهته، سخر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من الانتخابات الأميركية ووصفها بـ"الاستعراض".
وكتب خامنئي في تغريدة ليل الأربعاء- الخميس: "يا له من استعراض! يقول أحدهما (المرشحين) إنها الانتخابات الأكثر تزويراً في تاريخ الولايات المتحدة. ومن يقول ذلك؟ الرئيس الحالي".
وأضاف "خصمه (جو بايدن) يقول إن ترمب ينوي تزوير الانتخابات. هذه هي الانتخابات الأميركية والديمقراطية في الولايات المتحدة".
والولايات المتحدة وإيران خصمان منذ أكثر من 40 عاماً.