مع استئناف الجولة الثانية، اليوم الثلاثاء، من محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في مدينة غدامس الليبية، أكدت حكومة الوفاق أن الطرفين اتفقا على تطبيق كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي تم التوصل إليه سابقا في محادثات فيينا برعاية الأمم المتحدة.
وقال أحد أعضاء وفد الوفاق في محادثات لجنة 5+5، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية في طرابلس، إن المفاوضات تسير بشكل جيد في يومها الثاني والوفدان على وفاق تام.
"مفخخات" على درب التوافق
في حين اعتبر خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى لحكومة الوفاق في ليبيا، أن المجتمع الدولي عاجز عن حل المشكلة الليبية ومعظم المشاكل في المنطقة، مضيفا لا يوجد شريك حقيقي للسلام لنا في ليبيا.
كما أكد في تصريحات صحافية اليوم، أن الاتفاقية الأمنية مع تركيا لا يمكن إلغاؤها من جانب اللجنة العسكرية المشتركة أو غيرها، في موقف قد يشكل "مفخخات" على درب التوافق الليبي الذي سجل خلال جلستي أمس واليوم اللتين عقدتا لأول مرة داخل ليبيا.
إلى ذلك، جدد التأكيد أن علاقات الوفاق مع قطر وتركيا لا يمكن التنازل عنها وإدخالها في أي مفاوضات.
التدخلات التركية
يذكر أنه لطالما أثارت التدخلات التركية انتقادات الأطراف الليبية المعارضة لحكومة طرابلس.
وأدت الاتفاقية الأمنية والبحرية أيضا مع أنقرة، التي أبرمها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في نوفمبر الماضي، إلى مفاقمة الأزمة والشقاق بين الطرفين الليبيين.
وتخشى بعض الدول أن تعكر التدخلات الخارجية، بوادر التوافق المشجع الذي سجل خلال محادثات اليومين الماضيين.
وفي هذا السياق، رحبت السفارة الأميركية لدى ليبيا على حسابها على فيسبوك بالجهود الشجاعة التي يبذلها المشاركون الليبيون في الاجتماعات، إلا أن السفير الأميركي نورلاند حذر من مجموعة صغيرة من الليبيين، التي تسعى بالتنسيق مع بعض الجهات الخارجية، إلى تقويض الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة.
كما أضاف قائلاً: "نذكر الذين يقفون عقبة في طريق التقدم بأنهم ما زالوا عرضة لخطر العقوبات".
تقدم ملحوظ
يشار إلى أن ستيفاني وليامز مبعوثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة كانت أعلنت الاثنين، أن وفدي اللجنة العسكرية الليبية المشتركة أحرزا تقدماً في محادثات تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت في مؤتمر صحافي عقدته عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية من المحادثات التي تستضيفها غدامس "هناك توافق وتقدم ملحوظ توصل إليه الضباط العشرة، وهو أمر مشجع للغاية ومهم لنقل هذه الروح والمسؤولية إلى الطبقة السياسية".
لكنها لم تورد تفاصيل إضافية حول النقاط التي تم التوافق بشأنها.
أما عن أسباب اختيار غدامس لاستضافة هذه المحادثات العسكرية، فقالت أمس "بادر الضباط وبتصميم على عقد الاجتماع داخل ليبيا، وهو ما حصل بإرادة منهم لمناقشة تفاصيل تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار".
وهذه مرة الأولى التي تعقد جولة المحادثات العسكرية داخل ليبيا، "إذ سبق أن عقدت أربعة لقاءات خارج البلاد، آخرها بجنيف في 23 تشرين الأول/أكتوبر، ووقعت خلالها لجنة 5+5 اتفاقا لوقف إطلاق النار بشكل دائم في ليبيا.
وتشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عسكرياً.