أكثر من عام مضى على خطفه، وأهل الناشط العراقي علي جاسب، ينتظرون دون معرفة أي تفاصيل عنه سواء أكان حياً أم ميتاً.
وأعاد ناشطون عراقيون خلال الأيام الماضية رفع الصوت عاليا مطالبين بكشف مصير العشرات من المتظاهرين المختطفين الذين لم يعرف مصيرهم حتى الىن على الرغم من وعد الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي بمتابعة هذا الملف المؤلم.
ولم يغب اسم المحامي الشاب علي جاسب، الذي اختفى تحت أجنحة الليل في الثامن من أكتوبر بعد أن استدرجته امرأة نحو سيارة ترجل منها ملثمون وخطفوه، من مدينته العمارة، مركز محافظة ميسان جنوبي العراق، بطبيعة الحال عن ذهن المتظاهرين والناشطين.
كيف بدأت القصة؟
في 8 أكتوبر من العام الماضي بدأت مأساة علي جاسب حطاب الهليجي حين توجه لمقابلة موكلة زعمت أن لديها قضية عائلية، لكن بعد وقت قصير من وصوله إلى مكان اللقاء قام أعضاء تابعين لإحدى تشكيلات الحشد الشعبي بالقبض عليه وأخذه إلى مكان مجهول، بمساعدة المرأة التي اتصلت به، بحسب ما أكدت عائلة المحامي الذي ترافع عن عشرات المتظاهرين العراقيين.
أدلة تكشف الخاطفين
ففي مقابلة مع العربية.نت أكد والد علي أنه طرح الصوت عاليا مراراً، كما طلب أكثر من مرة في الآونة الأخيرة مقابلة الكاظمي، لكن محاولاته باءت بالفشل، والسبب برأيه أن "لديه معلومات حقيقية وأدلة تكشف الجهة الخاطفة، قد تحرج الكاظمي، عبر دفعه إلى التحقيق معها عبر القضاء والاجهزة الأمنية"
كما أضاف أنه بعيد خطف ابنه تكلم مع الكاظمي، وأكد له أن الخاطفين لديهم مقر في منطقة الجادرية في بغداد، فتعهد رئيس الوزراء حينها بارجاع علي خلال أيام". وأكد أن الكاظمي أمر مستشاره العسكري الفريق الركن محمد البياتي بمتابعة القضية والتواصل معه، إلا أنه بعد فترة لم يعد يرد على اتصالاته.
"أنصار الله الأوفياء"
إلى ذلك، كشف الوالد المقهور للعربية.نت أن ابنه الناشط في تظاهرات تشرين كان ينتقد بشدة جهة مسلحة مرتبطة بإيران ما سبب خطفه.
كما أكد للعربية.نت أن حركة "أنصار الله الأوفياء"، التي انشقت عن حركة عصائب أهل الحق التابعة لقيس الخزعلي والمدعومة من إيران، وراء الجريمة. وقال:" الأدلة والشهود والتقارير الأمنية في محكمة ميسان تثبت أن "أنصار الله الأوفياء" هم من خطفه. وأوضح أن هذا الفصيل التابع للحشد الشعبي والممول منه يتزعمه حيدر الغرواي.
إلى ذلك، أشار إلى أن حياته في خطر كما حياة ابنه الذي لا يعلم عنه شيئا منذ سنة كاملة، مجددا مطالبته رئيس الحكومة، بالتدخل والإفراج عن ابنه.
وشدد على أن جهاز الامن الوطني استطاع تحديد مكان ولده في نفس الليلة التي خطف فيها من خلال هاتفه الذي كان مفتوحا، ليتبين أنه في مقر حركة أنصار الله، لكن بعد ذلك، أغلق الهاتف ولم نصل الى معلومات جديدة.
طفلان ينتظران
وبقلب تملأه الحسرة، تابع قائلاً " طفلاه الصغيران ينتظرانه بفارغ الصبر كما لا تكف زوجته عن البكاء منذ عام ". وأضاف :"أملنا كبير بعودة علي، نعيش على هذا الأمل مع علمنا الكبير بأن تلك الميليشيات لا تعرف الرحمة والأخلاق، بل فقط ترهيب الناس "
يذكر أنه منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في الأول شهر تشرين الأول/ أكتوبر2019، تعرض العشرات من الناشطين إلى عمليات اغتيال أو اختطاف، ولا يزال بعضهم في عداد المفقودين من جهات مسلحة على ترتبط بإيران أو تعمل تحت أمرتها بحسب ما أكد متظاهرون عراقيون.