يوماً بعد يوم، تتكشف خيوط اللعبة التي حاكتها تركيا لدعم حليفتها أذربيجان في حربها ضد أرمينيا من أجل السيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه منذ أسابيع.
ففي مقطع فيديو نشرته وزارة الخارجية الأرمنية، ظهر مقاتل من ميليشيا تسمى "الجيش الوطني" المدعومة من أنقرة شمال سوريا، يعترف بما أوعزت إليه أنقرة بفعله في الإقليم.
وكشف السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأرمينية، أن العنصر الذي ينحدر من ريف حماة السورية، كان وصل إلى خط الاشتباك في كاراباخ يوم 19 من أكتوبر الجاري مع 250 مرتزقا آخرين أرسلتهم تركيا إلى المنطقة، وأسرته القوات المسلحة الأرمينية في آرتساخ.
واعترف المقاتل في الفيديو، أنه كان ضمن القوات التي شنت هجوماً فاشلاً قبل أيام على قرى حدودية في ناغورنو كاراباخ مع أذربيجان، موضحاً أنه كان ضمن مجموعة مكونة من ??? مقاتل سوري، شرح لهم أن الهجوم المقرر سيكون على قرية حدودية وعبر 3 محاور.
ثم أضاف: "أعتقد أنهم دفعوا بنا إلى الأمام ولم يكن هناك غيرنا".
2000 دولار غير مدفوعة
وأصدرت الخارجية الأرمنية بياناً عن الواقعة، أعلنت فيه أن "جيش الدفاع في أرتساخ قد ألقى القبض على المقاتل الإرهابي الأجنبي مهرد محمد الخير من مدينة حماة السورية، الذي جندته تركيا ونقلته إلى أذربيجان للقتال ضد أرتساخ في منطقة نزاع ناغورنو كاراباخ".
وأضاف البيان، أن المقاتل متزوج ولديه طفلان، وقد اعترف أنه ظهر في الجبهة الأمامية لأذربيجان- أرتساخ مع 250 مقاتلاً إرهابياً آخرين من تركيا في 19 أكتوبر / تشرين الأول.
وأضاف أن المقاتل اعترف أنه وآخرين حصلوا على وعود بمبلغ 2000 دولار مقابل قدومهم للقتال، إلا أنها لم تدفع بالطبع.
تركيا مستمرة وروسيا قلقة
يذكر أن تركيا كانت أكدت مراراً على دعمها لأذربيجان مقابل أرمينيا في الصراع الدائر في إقليم ناغورنو كاراباخ منذ 27 سبتمبر الماضي.
وحيال ذلك الإصرار، أبدت روسيا قلقها من احتمال تسرب بعض المرتزقة السوريين الذين نقلتهم أنقرة سابقا إلى ساحة الصراع المستجدة.
بدوره، شدد بوتين على ضرورة مشاركة تركيا في المحادثات الرامية لإنهاء القتال وذلك في الوقت الذي تبادلت فيه أرمينيا وأذربيجان الاتهام بقصف مدنيين في الإقليم الجبلي والمناطق المحيطة به.
وأوقع الصراع الذي احتدم منذ الشهر الماضي، مئات القتلى حتى الآن من الجانبين، كما أدى إلى نزوح الآلاف من الإقليم الساعي للاستقلال عن أذربيجان والذي تقطنه أكثرية من أصول أرمنية في حين تهاوت 3 اتفاقيات لوقف إطلاق النار برعاية دولية، وسط دعوات متتالية إلى الهدنة وحل الخلاف بين باكو ويريفان سلمياً.