بكاء ونحيب ودموع هو كل ما يمكن لأمه المصدومة أن تعبر عنه أمام كاميرا "العربية"، التي كانت أول قناة تدخل منزل إبراهيم.
ففي كلمات مختصرة متقطعة بالدموع قالت والدته إن إبراهيم اتصل بها فور وصوله إلى فرنسا، لكنها لم تكن على علم لا من قريب أو بعيد بما كان يخطط له.
أما شقيقه فأوضح لـ"العربية" أن إبراهيم أخبرهم، أثناء الاتصال بالعائلة، أنه سيقضي ليلته أمام الكنيسة (كاتدرائية نوتردام التي شهدت الهجوم)، مضيفاً "أرسل لي صورة من أمامها".
في حين أكد أحد جيران العائلة أن الشاب لم تكن لديه أي بوادر تطرف أو ميولٍ إرهابية. كما أضاف أن إبراهيم شغل وظائف عدة قبل سفره إلى إيطاليا.
يذكر أنه بمجرد الإعلان عن منفذ جريمة نيس أمس، توجهت فرقةٌ مختصة في مكافحة الإرهاب من العاصمة تونس إلى محافظة صفاقس، وأخذت عينة من الحمض النووي لأفرادِ العائلة، في انتظارِ استكمال التحقيقاتِ حول ارتباطات منفذ الهجوم الإرهابي ودوافعه.
قطع رأس امرأة
وكان مسؤول الادعاء في قضايا الإرهاب بفرنسا، جان-فرانسوا ريكارد، أعلن مساء أمس الخميس، أن منفذ هجوم نيس الذي راح ضحيته 3 أشخاص، أحدهم على الأقل نحراً، وأصيب آخرون بجروح، وصل بالقطار حاملاً وثيقة تابعة للصليب الأحمر الإيطالي. وأضاف في مؤتمر صحافي من نيس أن الرجل وصل إلى المدينة بالقطار صباح الخميس، ثم اتجه إلى الكنيسة حيث طعن وقتل خادم الكنيسة (55 عاماً) وقطع رأس امرأة (60 عاماً)، مشيراً إلى أنه طعن أيضا امرأة أخرى (44 عاماً) تمكنت من الفرار إلى مقهى قريب قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
كما أوضح أنه تونسي ولد في عام 1999، ووصل في 20 سبتمبر إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، نقطة الوصول الرئيسية للمهاجرين القادمين من إفريقيا. في حين كشف مصدر أمني تونسي ومصدر بالشرطة الفرنسية أن اسم المشتبه به إبراهيم العويساوي.