وسط استنفار أمني أقصى وانتشار لعناصر الجيش في البلاد، أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، الجمعة أنه يتوقع المزيد من الهجمات على الأراضي الفرنسية، بعد الهجوم الذي صدم أمس مدينة نيس السياحية، إثر إقدام شاب تونسي على قتل 3 أشخاص داخل كاتدرائية نوتردام.
كما أكد أن الحكومة الفرنسية ليست ضد أي دين على الإطلاق بل ضد الإيديولوجية المتطرفة.
وتعليقا على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة، التي هاجم فيها نظيره الفرنسي، واصفاً إياه بقليل العقل، أكد الوزير أنها تجاوزت الحدود.
استنفار أمني.. ودعوة للوحدة
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان أعلن أمس زيادة عديد الجنود في عمليّة "سانتينيل" من ثلاثة إلى سبعة آلاف جندي، من أجل حماية أماكن العبادة، خصوصاً مع اقتراب عيد لدى الكاثوليك الأحد. وأشار إلى أنه سيتمّ نشر الجنود من أجل "حماية المدارس" مع عودة التلاميذ إلى الدروس الاثنين المقبل بعد عطلة الخريف.
كما أضاف في كلمة من وسط مدينة نيس جنوب غرب البلاد: "إننا نُهاجَم من أجل قيمنا"، داعيا الشعب الفرنسي إلى الوحدة. وأكد أن الفرنسيين مجموعة واحدة إلى أي دين انتموا.
في حين بعث وزير الخارجية جان ايف لودريان، "رسالة سلام" من قلب الجمعية الوطنية أمس بعيد الهجوم، مؤكداً أن فرنسا كانت "بلد التسامح" لا "الازدراء أو النبذ". وقال "لا تستمعوا إلى الأصوات التي تسعى إلى تأجيج الريبة. الدين والثقافة الإسلامية جزء من تاريخنا الفرنسي والأوروبي، ونحن نحترمهما".
وشهدت فرنسا أمس هجوما مروعاً، حين أقدم ابراهيم العويساوي الشاب التونسي البالغ من العمر 21 عاما، والقادم حديثا من إيطاليا بطريقة غير شرعية، إلى مدينة نيس، على دخول الكنيسة وطعن وذبح امرأتين ورجل، ما أدى إلى مقتلهم، بالإضافة إلى إصابة آخرين.
فيما أطلقت الشرطة الرصاص عليه، فنقل إلى المستشفى حيث لا يزال يخضع للعلاج والمراقبة، وفي حالة حرجة.
أتى هذا الهجوم بعد أسبوعين على هجوم مروع آخر شهدته إحدى ضواحي باريس، إثر قطع رأس أستاذ للتاريخ والجغرافيا على يد شاب من أصول شيشانية.