على الرغم من إعلان الطرفين استعدادهما للاتفاق على تسوية حول إقليم كاراباخ المتنازع عليه، تبادلت كل من أذربيجان وأرمينيا، اليوم الأحد، الاتهامات بتكرار القصف.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن أرمينيا قصفت مناطق سكنية أذربيجانية في أغدام وتارتار واغجابادي. في حين اتهمت وزارة الدفاع في الإقليم الانفصالي أذربيجان بقصف مواقع لقواتها، ما أدى إلى مقتل 11 وارتفاع الحصيلة منذ اندلاع القتال في سبتمبر الماضي إلى 974.
أتى ذلك، بعد أن أعربت باكو ويريفان عن استعدادهما للتفاوض بغية الوصول إلى حل. وأعلنت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، بحسب ما نقلت وكالة ارمنبرس الرسمية استعداد بلادها لتسوية سلمية لنزاع كاراباخ على أساس التنازلات المتبادلة، وفي إطار الرئاسة المشتركة لمجموعة مينسك.
بدوره، أكد الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، أن بلاده مستعدة للاتفاق على وقف إطلاق النار في كاراباخ. وقال في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز": "نعم، نحن جاهزون. لقد قلت هذا مرات عديدة. نحن مستعدون اليوم للاتفاق على وقف إطلاق النار. ولكن في الوقت نفسه، يجب على أرمينيا، ورئيس وزرائها أن يعلنوا التزامهم بالمبادئ التي تم وضعها بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
مشاركة قوات تركية
بالتزامن، أعلنت النيابة العامة في أرمينيا، اليوم أنها "تملك أدلة واقعية، تثبت مشاركة عناصر من القوات الخاصة بالجيش التركي في الأعمال القتالية في كاراباخ.
وأضافت أنها تلقت "في إطار التحقيقات التي تجريها حول انلاع النزاع في الإقليم، إثباتات دامغة تدل على أنه منذ أغسطس من هذا العام، قام العديد من أفراد القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة التركية بتدريب الجيش الأذربيجاني".
كما أكدت النيابة العامة الأرمنية أن "عناصر من القوات الخاصة التركية شاركت بشكل مباشر في الأعمال القتالية".
يشار إلى أنه رغم المساعي الدولية من أجل حث الأطراف المتصارعة على التهدئة، لم تصمد محاولتان أعلن عنهما سابقا من أجل وقف النار برعاية روسية، ودعم أميركي. فقد شهد إقليم ناغورنو كاراباخ اشتباكات عنيفة، مساء يوم الجمعة، على جبهات القتال، فيما تكثف واشنطن من جهود الوساطة لإنهاء القتال.
وتكررت اختراقات الهدنة الإنسانية الأخيرة هذه من أجل سحب جثث القتلى، مراراً خلال الأيام الماضية.
بينما دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أرمينيا وأذربيجان إلى إنهاء أعمال العنف وحماية المدنيّين، بعد لقاء جمعه بنظيريه الأذربيجاني جيهون بَيْرَموف والأرميني زُهراب منا تسا كانيان في واشنطن الجمعة.
يذكر أن الإقليم شهد منذ 27 سبتمبر أعنف قتال منذ التسعينيات، حين قتل نحو 30 ألفا في حرب استمرت من عام 1991 إلى عام 1994 بسبب سعي ناغورنو كاراباخ الذي تقطنه أغلبية من أصول أرمينية، إلى الانفصال كليا عن أذربيجان، بدعم أرميني.