ذكر موقع بوليتيكو أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيعقد لقاءين منفصلين مع وزيري الخارجية الأذربيجاني والأرميني يوم الجمعة المقبل في واشنطن.
يذكر أنه في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول، استضافت موسكو وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان. بعد أكثر من 10 ساعات من المحادثات، أعلنوا اتفاق وقف إطلاق النار، الذي انتهك بعد دقائق من دخوله حيز التنفيذ.
خروقات لوقف النار
واليوم الاثنين شهد المزيد من أعمال القصف في تحد لاتفاق وقف إطلاق النار الجديد في الصراع على إقليم ناغورنو كاراباخ، حيث اندلع قتال عنيف بين القوات الأرمينية والأذربيجانية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
الهدنة الجديدة التي أعلنت السبت كانت المحاولة الثانية لوقف إطلاق النار، وإنهاء القتال الذي أودى بحياة المئات منذ السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما استؤنفت الاشتباكات في صراع يدور منذ عقود.
وسرعان ما تلاشى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري حيث تبادل الجانبان الاتهامات بارتكاب انتهاكات متكررة.
واتهمت أذربيجان، القوات الأرمينية، صباح الاثنين، بإطلاق النار على مواقعها في مناطق توفوز وداشكيسان وغويغول الأذرية الواقعة خارج منطقة الصراع.
وقال مسؤولون أذريون إن ثلاثة قرويين وصحافيا أصيبوا في منطقة أغدام التابعة لأذربيجان، والتي قالوا إنها تعرضت لقصف طوال اليوم.
وقال مركز المعلومات الأرميني الموحد "يونيفايد إنفوسنتر" إن أذربيجان قصفت بلدة مارتوني وعدة قرى في ناغورنو كاراباخ، خلال الليل، وقال جيش الإقليم إن أذربيجان استأنفت القصف في بعض المناطق.
أذربيجان نسيطر على 13 قرية
وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الاثنين، أن قوات بلاده سيطرت على 13 قرية في منطقة جبرائيل قرب الحدود الإيرانية.
تقع ناغورنو كاراباخ داخل أذربيجان ولكنها كانت تحت سيطرة القوات العرقية الأرمينية المدعومة من أرمينيا منذ انتهاء الحرب هناك عام 1994.
وبحسب مسؤولي ناغورنو كاراباخ، فإن 729 جنديا من قوات المنطقة لقوا حتفهم في القتال، إضافة إلى سبعة وثلاثين مدنيا، منذ 27 سبتمبر/أيلول.
ولم تكشف أذربيجان عن خسائرها العسكرية، لكنها تقول إن ستين مدنيا قتلوا حتى الآن وأصيب 270.
شهد القتال الأخير استخدام المدفعية الثقيلة والصواريخ والطائرات بدون طيار، واستمر بالرغم من دعوات متكررة من جميع أنحاء العالم، لوقف الأعمال العدائية.
ويعد ذلك أكبر تصعيد للصراع المستمر منذ عقود حول ناغورنو كاراباخ وأثار مخاوف من صراع أوسع يشمل تركيا، التي أعلنت دعم أذربيجان، وروسيا، التي ترتبط مع أرمينيا باتفاق أمني.
وأعلنت الهدنة الجديدة السبت في أعقاب اتصالات وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مع نظيريه في أرمينيا وأذربيجان، والتي حثهم فيها بشدة على الالتزام باتفاق موسكو.
مخاوف من صراع أوسع يشمل تركيا
لكن بالرغم من الاتفاق، أعلن الجانبان عن هجمات جديدة، بما في ذلك هجمات ضد البنى التحتية المدنية.
قال مكتب المدعي العام الأذري إن القوات الأرمينية استهدفت خط أنابيب نفط في منطقة خيزي، بعيدا عن منطقة الصراع، بصاروخ الأحد لكن الجيش الأذري تمكن من "تحييده".
ونفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان البيان الأذري، ووصفته بأنه "محض كذب".
ودعا لافروف مجددا إلى إنهاء فوري للأعمال العدائية، وأقر بأن الاتفاقيات الحالية فشلت في إحداث "تغيير جذري للوضع على الأرض".
وقال لافروف إنه بعد المحادثات في موسكو "استمرت الأعمال العدائية، واستمرت الضربات التي تستهدف البنية التحتية المدنية، والمستوطنات المأهولة.. إنه أمر غير مقبول".
وأوضح لافروف أنه كي يصمد اتفاق وقف إطلاق النار، يجب وضع آلية لمراقبة التزام الطرفين بالهدنة، مشيرا إلى أن روسيا تعمل على تطويرها مع أرمينيا وأذربيجان. وقال "آمل أن يتم الاتفاق على مثل هذه الآلية قريبا".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لوكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" إنه "مستعد لبذل كل الجهود اللازمة" لحل النزاع سلميا، بما في ذلك الذهاب إلى موسكو والتحدث مع علييف. وزعم باشينيان أن أذربيجان "لا توافق" على أن النزاع ينبغي أن يحل عبر تسوية سلمية.
وردا على سؤال من "تاس" عما إذا كان مستعدا لفعل الشيء نفسه، قال علييف: "نحن دائما على استعداد للقاء في موسكو أو أي مكان آخر من أجل وضع حد للمواجهة وإيجاد سبل لحل" الصراع.
وأضاف أن باكو مستعدة لوقف القتال "حتى من الغد .. إذا تحركت أرمينيا بشكل بناء على مسار المفاوضات".